قرر النائب عن جبهة العدالة والتنمية، حسن عريبي، نقل التعليمات الأخيرة التي وجهها وزير الشؤون الدينية والأوقاف للأئمة والقاضية بتخفيض مكبرات الصوت، إلى قبة البرلمان، حيث اتهمه بتسيير القطاع بأفكار علمانية مقابل التغاضي عن محرمات على غرار قضية تحرير الخمور. وجه النائب حسن عريبي سؤالا كتابيا إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، ينتقد فيها قرارات خفض مكبرات الصوت والتي قال إنها خيبت آمال المصلين وحتى آمال غير المصلين الذين كانوا يستمتعون على رغم انحرافهم، وتساءل بالقول: لست أدري هل تحولت وظيفتكم إلى منفذ لأوامر حكومة علمانية أتاتوركية في بداية عشرينيات القرن الماضي؟ تمنع تلاوة القرآن بالمكبر الصوتي زعما بأن في ذلك صونا لقدسية القرآن الكريم، وتوشك أن تمنع الأذان بالعربية كما فعل أتاتورك، “وليته يكون بالأمازيغية وهي لغة جزء كبير من شعبنا، ولكنه ربما بالفرنسية إرضاء لعلمانية فرنسا ومخططها في فرنسة الجزائريين، ثم نوشك ما دمنا على هذه الحال أن نسمع خطبة الجمعة بالفرنسية أيضا، ويصبح معهد الأئمة في باريس ويشرف عليه أمثال من أباحوا الخمور”. وانتقد عريبي ما أسماه بتغاضي الوزير عن قضايا كبرى، وقال “لقد رأيناك أمام تطاول هذا الخارج عن الملة تصمت، ولا تثور لانتهاكات أخرى تقع في كم من قطاع وهي تمس بالكرامة والعفة والحشمة وبالعرض نفسه، وتكاد في الوقت نفسه أن تخرج من جلدك وتتجاوز حدك حين يكون الأمر في شأن بسيط مختلف فيه من الدين بين الفقهاء، لا من الإمام مالك أنت تقف موقف المقلد له، ولا من السلف الصالح الآخرين، وإنما تقلد إملاءات ظرفية لها تصفية حسابات مع الجزائريين الذين ظلوا متمسكين بدينهم رغم المشروع الديغولي الذي تشرف عليه أعتى وأطغى فئة وطغمة عرفتها الجزائر منذ استقلالها إلى اليوم، وإلا ما قصة التعليمة التي وجهتها للأئمة تطلب منهم تخفيض مكبرات صوت المساجد”. ووجه النائب عن جبهة العدالة والتنمية عدة تساؤلات بالقول: “أيعقل لوزير في دولة دينها الإسلام يوجه تعليمات إلى الأئمة يطلب منهم تخفيض مكبرات الصوت في المساجد، ولماذا لا تتقدم باقتراح آخر وهو أن يخفض الإمام من صوته عندما يعتلي المنبر؟”. وعاد عريبي إلى قضية تحرير الخمور التي أباحها وزير التجارة وقال متسائلا: هل أنت وزير للشؤون الدينية أم وزير للطقوس الدينية لا تهمك أمور تحريم الخمر الذي صمت عنه ذات يوم، واليوم وكأنه تم تعيينك في الحكومة لكي تراقب الأئمة وأخطاءهم، وتعلن الحرب على من يسيرون وفق نهج “السلفيين”. بالمقابل أشار عريبي إلى مصير مفتي الجمهورية، وتساءل: هل الجزائر التي يوجد بها مئات الآلاف من الأئمة وعلماء الدين لم تستطع الوزارة فيها أن تختار واحدا منهم في منصب مفتي الجمهورية؟