شوارع تفتقد صوت القرآن في عز رمضان الإمام جمال غول: "من أراد سماع القرآن عليه القدوم إلى المسجد" تناولت بعض وسائل الإعلام خلال الأيام القلائل الماضية خبرا عن تعليمة أطلقها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، مفادها أنه سيتم منع استعمال مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح بالمساجد بكافة مساجد الجمهورية، إلا أن هذا الأخير فند الخبر جملة وتفصيلا ليتفاجأ فيما بعد المواطنون بخفض صوت المكبرات مما يجعل ترتيل القرآن لا يتعدى حدود المساجد. عتيقة مغوفل يعتبر شهر رمضان شهر العبادة ويستحب فيه قراءة القرآن والتكثير من النوافل تقربا من الله عزَوجل، ومن أكثر العبادات التي يقبل عليها الجزائريون خلال شهر رمضان أداء صلاة التراويح التي يميزها سماع قراءة القرآن سابقا من كل فج عميق في العاصمة، إلا أن الأمر مختلف هذه السنة وأصوات المساجد لم تعلو كالعادة في هذا العام وهو الأمر الذي أثار اندهاش الكثيرين. تباين في تطبيق التعليمة بين المساجد استغرب الكثير من مواطني العاصمة ومنذ بداية تأدية صلاة التراويح الأربعاء الفارط من عدم سماع القرأن عبر مكبرات الصوت التي ترتفع من خلالها القراءات مثلما كان الحال الأعوام الماضية، فسكان بلدية بولوغين وبالضبط شارع عبد الرحمان ميرة لم يعد سكانه يسمعون قراءات المساجد مثلما كان الحال في السنوات الماضية فقد كان السكان يسمعون قراءات العديد من المساجد المجاورة، على غرار مسجد بلال بالسيدة الإفريقية ومسجد الدعوة بذات الناحية، بالإضافة إلى مسجد التقوى بحي الكيتاني، إلا أنهم استغربوا هذه السنة من عدم سماع القراءات مثل السنوات الماضية، وعلى ما يبدو أن الأمر لم يقتصر فقط على بلدية بولوغين بل حتى بعض بلديات العاصمة على غرار بلدية الرايس حميدو وبالتحديد حي العصافير، فسكان الحي لم يسمعوا قراءة مسجد حيهم المسمى عمر بن الخطاب كما كانوا يسمعونه من قبل، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد منهم وأثار حفيظتهم خصوصا بعد شيوع خبر أن التعليمة صادرة من وزارة الشؤون الدينية. في حين فإن سكان باقي أحياء العاصمة على غرار بلدية بئرتوتة وكذلك سكان بلدية برج البحري، فقد أكد هؤلاء أن مساجد الأحياء التي يقطنون فيها لم تخفض صوت مكبرات الصوت وهم يسمعون منها قرءات صلاة التراويح مثلما كانوا يسمعونها خلال السنوات الماضية وهو ما تجاوب معه المواطنون خاصة وأن رمضان لا يحلو إلا بسماع صلوات التراويح.
ضرب لمبادئ الإسلام ردود أفعال المواطنين حول مكبرات الصوت المخفّضة جعلتنا نقترب من البعض منهم، وذلك حتى نجس نبضهم في الموضوع، وكان أول شخص تقربنا منه (عمي دحمان) البالغ من العمر54 ربيعا، أحد سكان بلدية بولوغين، سألناه إن كان يسمع صوت قراءة الإمام التي تنبعث من داخل المسجد عن طريق مكبرات صوت المساجد أثناء تأدية صلاة التراويح على غرار السنوات الماضية، إلا أن هذا الأخير رد علينا أنه لا يسمعها على الإطلاق وهو الأمر الذي قلل من روحانية هذه السنة الحميدة على خلاف السنوات الماضية. السيدة (زهية)، هي الأخرى قاطنة بنفس الحي ببلدية بولوغين وقد أبدت امتعاضها من خفض صوت مكبرات الصوت أثناء قراءة المشايخ للقرآن في المساجد أثناء تأدية صلاة التراويح، وقالت إنه من المفروض عدم السكوت على أمر مثل هذا لأنه من شأنه أن يحارب قيم ومبادئ ديننا الحنيف، في حين عاتب سفيان أئمة المساجد على تخفيض مكبرات الصوت ولم يتدخلوا في أمور أخرى التي تهم مصلحة المواطن، كما أنه أعاب على الأئمة سكوتهم على بعض الأمور الأخلاقية التي تقع في الكثير من فنادق العاصمة من خلال تنظيم سهرات ليلية يكثر فيها الفجور، خلال الشهر الفضيل، هذا دون الحديث عن بعض الفتن التي تحدث في المساجد من خلال ممارسة بعض الأنشطة التجارية وعقد صفقات البيع والشراء عبر أماكن أذن فيها ذكر اسم الله فقط دون القيام بنشاطات أخرى.
أئمة يفندون الخبر وحتى نتمكن من التأكد من معلومة خفض مكبرات الصوت في المساجد أثناء تأدية الصلاة، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ جمال غول رئيس النقابة المستقلة للائمة وإمام مسجد ببلدية باش جراح، الذي أكد لنا بدروه أنه لا يجب أن ننسب المساوئ والملاحظات التي قد تسجل في قطاع الشؤون الدينية إلى الوزارة المعنية، فحسب الإمام غول لم تصدر وزارة الشؤون الدينية أية تعليمة تطلب فيها من الأئمة منع استعمال مكبرات الصوت حتى تسمع من بعيد أثناء صلاة التراويح، بل أن الأئمة قاموا بخفض الصوت وحصره فقط في محيط المسجد وبهوه وذلك لأن الكثير من مساجد العاصمة متقاربة وإذا استعملت كلها مكبرات الصوت الخارجية فإن القراءات ستخلط فيما بينها، ولا يمكن التفرقة بينها، بالإضافة إلى هذا فقد عاتب الإمام غول على بعض المواطنين الذين اعتبروا أن تخفيض مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح تخفيض من قيمتها أو الاستخفاف بالدين لأن المواطن الغيور حقا على دينه يأتي لسماع القرآن في المسجد ولا يكتفي بسماعه من المقهى أو أنه يسمعه وهو جالس في بيته يشاهد المسلسلات، لذلك دعا الإمام غول بدوره الناس إلى ضرورة الالتحاق بالمساجد واغتنام فرصة حلول الشهر الفضيل من أجل التقرب أكثر من الله من خلال العبادات والفرائض.