اجتمع، مساء أمس، قادة دول منطقة اليورو، في قمة طارئة ببروكسل، لبحث فرص جديدة من شأنها تسوية أزمة ديون اليونان وفق المعطيات الجديدة، وذلك بعد يومين من رفض اليونانيون بالأغلبية الساحقة شروط خطة الانقاذ التي فرضها المقرضون، وفي مقدمتهم الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، في تحد كبير يُنذر بتقسيم أوروبا مجددا. وأظهرت النتائج النهائية للاستفتاء الذي أجري الأحد رفض نسبة 61.3 في المئة من اليونانيين شروط برنامج الإنقاذ، فيما قدرت الداخلية اليونانية نسبة المشاركة في الاستفتاء بنحو 62.5 في المئة. وقبل ذلك بحث وزراء مالية المنطقة انعكاسات نتيجة استفتاء اليونان على خطة الدائنين واحتمال إعداد خطة مساعدة ثالثة لليونان. وعبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، صباح أمس، في أول مداخلة له علناً منذ إعلان الرفض اليوناني، عن رغبته في تفادي أي سيناريو يؤدي إلى خروج اليونان من منطقة اليورو، وأضاف قائلا أنه ”حان الوقت للعودة إلى طاولة المفاوضات”. وعشية قمة بروكسل، حاولت برلين وباريس تجاوز خلافاتهما وتوحيد موقفهما، وطالبتا أثينا بتقديم اقتراحات ”مسؤولة وجدية”. وحرص هولاند على إبداء موقف تصالحي لبلاده، حيث شدد على مفهوم ”التضامن”، وكرّر أن الباب يبقى ”مفتوحا” للمباحثات. مانويل فالس: خروج اليونان من اليورو يهدد الاقتصاد العالمي ومن جهته، شدد رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أمس، على ضرورة التوصل إلى اتفاق لحل أزمة ديون اليونان وتجنب إجبارها على الخروج من اليورو. وقال فالس في حديث لراديو ”آر تي آل” أن ”فرنسا ستبذل قصارى جهدها لضمان بقاء أثينا في منطقة اليورو لأنّ خروجها سيهدد النمو والاقتصاد العالمي”. وأضاف أن هناك متسعا من الوقت أمام اليونانيين لإعادة جدولة تسديد الدين العام الذي ينتهي في عام 2057. وتدين اليونان لألمانيا ب70 مليار يورو وهي أعلى قيمة ديون خارجية لأثينا، في حين تبلغ الديون المستحقة للدائنين الفرنسيين 41 مليار يورو. ويشار إلى أنّ اليونان عينت، أوّل أمس، يوكليد تساكالوتوس، نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية الدولية وكبير منسقي فريق التفاوض اليوناني بشأن اتفاقية الديون، وزيرا جديدا للمالية وفقا لبيان رسمي. ويحل تساكالوتوس محل يانيس فاروفاكيس الذى استقال مؤخرا فى محاولة من أثينا لتخفيف حدة التوتر بسبب جدال فاوفاكيس الشخصي الحاد مع عدة مسئولين أوروبيين. وأعرب مفوض ألمانيا لشؤون الاتحاد الأوروبي، غونتر أوتينغير، عن تفاؤله بتعيين وزير مالية جديد، ودعم أحزاب المعارضة رئيس الوزراء اليوناني، معتبرًا أن ذلك سوف ييسر المفاوضات بين أثينا والدائنين الأوروبيين، وفقًا لوكالة ”أسوشيتد برس”. واشنطن تدعو اليونان والاتحاد الأوروبي لإيجاد تسوية تضمن بقاء أثينا باليورو وفي السياق، دعت واشنطن قادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولين اليونانيين إلى إيجاد تسوية تتيح بقاء أثينا في منطقة اليورو. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية، جوش إيرنست، إن ”الاستفتاء انتهى لكن رؤيتنا تبقى نفسها”، معتبرًا أن مصلحة الطرفين تبقى في إيجاد حل ”يتيح لليونان البقاء في منطقة اليورو”. وأفاد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تباحث مع نظيره الفرنسي، فرنسوا هولاند، بشأن اليونان. وأكد الرئيسان ”أهمية التوصل إلى السبيل الذي يتعين اتباعه لتتمكن أثينا من متابعة الإصلاحات والعودة إلى اليورو”مقرين أن ”ذلك سيتطلب إجراءات صعبة من الجميع”.