كشف الأمين العام للجمعية الوطنية المهنية للإنتاج الحيواني، بن دنيا سعادة، أمس في تصريح ل”الفجر” عن أن موجة الحر الشديد التي لازالت تجتاح العديد من ولايات الوطن ولا سيما الداخلية منها، تسببت في هلاك 30 بالمائة من منتوج الدواجن لهذه السنة، مشيرا إلى أن المربين تكبدوا هذه الأيام خسارة مالية كبيرة، خاصة أن غالبيتهم ينشطون بدون سجلات رسمية ولا اعتمادات بالتصريح لنشاطهم في تربية الدواجن. أوضح في السياق ذاته أن الارتفاع الكبير والموازي لأسعار أغذية الدواجن عامل آخر أثقل كاهل المربين الذين يطالبون وزارة الفلاحة بتعويضات لتحمل الخسارة الكبيرة التي ترتبت عن هلاك الآلاف من رؤوس الدواجن، التي عجز المربون عن التكفل بها وردمها فيما قام آخرون بحرقها للتخلص منها. يأتي ذلك في الوقت الذي فاقت فيه درجة الحرارة وموجة الحر التي شهدتها بعض ولايات الوطن، خاصة ولايات الغرب كولاية غليزان ومعسكر والشلف وهذا منذ بداية رمضان. وأشار ذات المتحدث إلى أن خسائر المربين بلغت الموسم الفارط 25 بالمائة جراء الارتفاع في درجة الحرارة. على صعيد آخر، أوضح بن دنيا أن بارونات استيراد المواد الغذائية الحيوانية أصبحت تشدد قبضتها على تحديد أسعار أغذية الدواجن، اليوم خاصة مع انهيار أسعار البترول. يأتي ذلك في الوقت الذي تعتمد الجزائر في سياستها على استيراد تلك المواد بنسبة 100% بالرغم من المشاريع الضخمة لاستغلال مياه البحر وغيرها، والتي من شأنها أن تحقق النجاح في إنتاج الصوجا والذرة وغيرها من أغذية الدواجن، إلا أنه وحسب مصادر ل”الفجر” لم يتحقق شيء منها، حيث يتم استيراد سنويا 2 مليون طن من الصوجا والذرة وذلك راجع لغياب إرادة سياسية في إنتاجها محليا، في الوقت الذي يقدر فيه سعر القنطار الواحد من الأعلاف ب460 ألف دينار وأكثر من 280 ألف دينار للصوجا، وهو ما دفع المربين ليطالبوا من وزارة الفلاحة بضرورة إنتاجها محليا، خاصة بعدما أثبتت تجربة بعض الفلاحين بمنطقة حسيان الطوال بوهران، النجاح في إنتاج وزراعة الذرة والصوجا ولكنها تبقى بشكل محتشم ولا تلبي حاجيات مربي الدواجن والماشية والأبقار.