تحصي مصالح الحماية المدنية بولاية المدية، مع بداية كل صيف العشرات من حالات الغرق بالبرك المائية والسدود والتي راح ضحيتها شباب كانوا يبحثون على القليل من المتعة في ظل غياب المسابح البلدية. سد بياضة ببلدية السدراية لوحده مثلا يسجل في كل صائفة مالا يقل عن ثلاث غرقى، دون الحديث عن الحالات التي يتم إسعافها في الوقت اللازم وكذلك الحال بالنسبة لسد بوغزول والعمارية والقائمة طويلة، ورغم كل هذه الخسائر البشرية إلا أن السلطات المحلية وكذا الولائية لم تكلف نفسها عناء بناء مسابح لهؤلاء الشباب تساعد على التقليل من نسبة الغرق بمثل هذه الحواجز المائية التي باتت خطرا حقيقيا يتربص بالشباب والتي كان آخرها وفاة شاب 15 سنة بسد العذرات بالعمارية صبيحة يوم عيد الفطر المبارك . العديد من حالات الغرق خلال السنة المنصرمة وفي هذا الصدد، أحصت مصالح الحماية المدنية لولاية المدية 5 حالات غرق على مستوى المسطحات المائية وذلك خلال السداسي الاول من العام الجاري حيث تم انتشال غريق هويته ( ع. ض 16 سنة ) بالمكان المسمى واد حلابة ببلدية السواقي الحادث الذي سجل يوم السبت 6 جوان المنقضي، كما تم انتشال جثة غريق من سد العذرات بالمدية بعد تدخل أعوان الوحدة الثانوية للحماية المدنية لدائرة العمارية رفقة 8 غطاسين تابعين للوحدة الرئيسية بالمدية أول ايام عيد الفطر من أجل البحث عن شاب غرق داخل سد العذرات ببلدية العمارية ليتم العثور عليه بعد 3 ساعات من البحث. من جهتها تدخلت فرقة الغطس التابعة للوحدة الرئيسية للحماية المدنية لولاية المدية مع أعوان الوحدة الثانوية لدائرة قصر البخاري يوم 6 ماي الفارط من أجل انتشال غريق شاب (م/ع 18 سنة ) بالمكان المسمى شعبة العار بالقرب من الطريق الوطني رقم 1 بلدية مجبر، الضحية تم انتشال جثته من داخل بركة مائية ونقله إلى المستشفى المدني لدائرة قصر البخاري كما تدخلت ذات الفرقة في الثاني عشر من نفس الشهر رفقة أعوان الوحدة الثانوية لدائرة سبت عزيز من أجل انتشال غريق من داخل حاجز مائي يبلغ طوله 200 متر وعمقه حوالي 70 متر ببلدية دراق، الضحية (ب/ص15 سنة ) توفي في عين المكان، وتم انتشال جثة الضحية ونقلها إلى المستشفى المدني لدائرة قصر البخاري. سد بياضة والعدرات وبوغزول المتنفس الوحيد لشباب المدية في مثل هذا الوقت من كل سنة وككل فصل صيف يتكرر مشهد ألفه مستعملوا الطريق الوطني رقم18 و01 فالمار بجانب سد بياضة ببلدية السدراية، وكذا سد بوغزول والعدرات بالعمارية يتخيل له للوهلة الأولى أنه على ضفاف شاطئ من شواطئ البحر فالحركة كثيفة بهذه السدود ومنظر الشمسيات وكذا صنارات الصيد يجعلك حقا تشعر بأنك متواجد على شاطئ البحر هذا من جهة ومن جهة أخرى فالشباب يستمتعون ببرودة المياه ويغامرون بحياتهم دون مراعاة الاخطار التي تتربص بهم في مثل هذه السدود التي تفتقر إلى حراس فكثيرة هي حالات الغرق التي شهدتها هاته السدود. وإذا ما تحدثنا عن البرك المائية فنقول أنها منتشرة بشكل واسع ويقصدها عدد كبير من الأطفال الصغار خاصة في بلديات مثل السدراية، العزيزية، القلب الكبير، سيدي نعمان ، بني سليمان والتي تشتهر بطابعها الفلاحي، مما يساعد على انتشار مثل هاته البرك والتي باتت الملجأ والملاذ الوحيد لأطفال صغار لا يدركون مدى خطورتها وهمهم الوحيد في ذلك التمتع بمياهها الباردة في ظل غياب المسابح. المسابح البلدية مطلب شباب المدية يعاني سكان ولاية المدية وخاصة الشباب والأطفال منهم من نقص فادح أو الانعدام التام للمسابح البلدية، فباستثناء المسبح شبه الأولمبي بعاصمة الولاية والذي يعرف حالة ضغط أو اكتظاظ وكذا المسبح البلدي بالبرواقية وقصر البخاري فلا يوجد أي مسبح آخر يلجأ إليه شباب الولاية خاصة وأن المنطقة تعرف بحرارتها الشديدة في هذا الفصل، إذ تصل في كثير من الأحيان إلى حدود 42 درجة فبلديات مثل الشهبونية والبواعيش وأم جليل شبابها محروم من متعة الاستجمام وأمواج البحر وحتى البرك المائية غير موجودة، لأن مثل هذه البلديات تعرف بطابعها السهبي فهي في حالة جفاف في غالب الأحيان ومجمل الشباب ممن التقتهم الفجر أجمعوا على أن مطلب توفير المسابح أصبح أكثر من ضرورة في ظل غياب وسائل الترفيه الأخرى، فدور الشباب التي تبقى المتنفس الوحيد لهم وهي تفتقر في أغلبيتها إلى مكيفات هوائية مما يجعل البقاء لأكبر وقت متعب وحتى الملاعب البلدية ليست في متناول الجميع، ما أدى بالكثير من شباب البلديات النائية كعين بوسيف وسغوان وشلالة العذاورة وبئر بن عابد، إلى كراء سيارات النقل الجماعي كل نهاية أسبوع والتوجه إلى شواطئ البحر علهم يجدون قليل من المتعة، ليعودوا إدراجهم في المساء آملين في أن يمر الأسبوع كلمح البصر ليعاودوا الكرة مرة أخرى هذا ويبقى جل شباب المدية المحروم من لذة البحر، يناشدون السلطات المحلية للتفكير جديا في مطلبهم الرامي الى انجاز مسبح في كل بلدية.