وفي جولة قادت ''الفجر'' للبلديات النائية بالولاية عبر لنا الشباب هناك أن قلة المسابح والبعد عن الشاطئ جعل من البرك المائية والبعض من سدود الولاية مقصدهم اليومي والملاذ الوحيد لهم يعاني سكان ولاية المدية، خاصة الشباب والأطفال منهم، من نقص فادح أوالانعدام التام للمسابح البلدية، فباستثناء المسبح الشبه أولمبي بعاصمة الولاية، والذي يعرف حالة ضغط أواكتظاظ، وكذا المسبح البلدي بالبروافية وقصر البخاري، فلا يوجد أي مسبح آخر يلجأ إليه شباب الولاية، خاصة أن المنطقة تعرف بحرارتها الشديدة في هذا الفصل، إذ تصل في أحيان كثيرة إلى حدود 42 درجة•• فبلديات مثل الشهبونية والبواعيش وأم جليل شبابها محروم من متعة الاستجمام وأمواج البحر وحتى البرك المائية غير موجودة، لأن مثل هذه البلديات تعرف بطابعها السهبي، فهي في حالة جفاف في غالب الأحيان• سد بياضة والعمارية وبوغزول قبلة الشباب في مثل هذا الوقت من كل سنة، وككل فصل صيف، يتكرر مشهد ألفه مستعملو الطريق الوطني رقم18 و01 فالمار بجانب سد بياضة ببلدية السدراية، وكذا سد بوغزول والعمارية، يتخيل له للوهلة الأولى أنه على ضفاف شاطئ من شواطئ البحر، فالحركة كثيفة بهذه السدود ومنظر الشمسيات وكذا صنارات صيد الأسماك يجعلك حقا تشعر بأنك متواجد على شاطئ البحر، هذا من جهة ومن جهة أخرى فالشباب تجده يستمتع ببرودة مياه تلك السدود ويغامر بحياته، فكثيرة هي حالات الغرق التي شهدتها هذه السدود• وإذا تحدثنا عن البرك المائية فنقول إنها منتشرة بشكل واسع ويقصدها عدد كبير من الأطفال الصغار، خاصة في بلديات مثل السدراية، العزيزية، القلب الكبير، سيدي نعمان ، بني سليمان والتي تشتهر بطابعها الفلاحي، مما يساعد على انتشار مثل هذه البرك، والتي باتت الملجأ والملاذ الوحيد لأطفال صغار لايدركون مدى خطورتها همهم الوحيد في ذلك التمتع بمياهها الباردة• عشرات الغرقى سنويا تحصي مصالح الحماية المدنية بولاية المدية، مع بداية كل صيف، العشرات من حالات الغرق بالبرك المائية والسدود والتي راح ضحيتها شباب كانوا يبحثون على القليل من المتعة في ظل غياب المسابح البلدية، فسد بياضة وحده يسجل في كل صائفة ما لا يقل عن ثلاث غرقى، دون الحديث عن الحالات التي يتم إسعافها في الوقت اللازم وكذلك الحال بالنسبة لسد بوغزول والعمارية والقائمة طويلة• ورغم كل هذه الخسائر البشرية إلا أن السلطات المحلية وكذا الولائية لم تكلف نفسها عناء بناء مسابح لهؤلاء الشباب تساعد في ذلك على التقليل من نسبة الغرق بمثل هذه الحواجز المائية• المسابح البلدية مطلب شباب المدية مجمل الشباب ممن التقتهم ''الفجر'' أجمعوا أن مثل هذه المرافق أصبحت أكثر من ضرورة في ظل غياب وسائل الترفيه الأخرى، فدور الشباب المتنفس الوحيد لشباب البلديات هي بمثابة هياكل بدون روح، وفضاءات الأنترنت حتى وإن وجدت فالشبكة تبقى ولعدة أسابيع غير موجودة، وحتى الملاعب البلدية فهي ليست في متناول الجميع ، مما أدى بالكثير من شباب البلديات النائية كعين بوسيف وسغوان وشلالة العذاورة وبئر بن عابد، إلى كراء سيارات النقل الجماعي كل نهاية أسبوع والتوجه إلى شواطئ البحر علهم يجدون قليل من المتعة، ليعودوا أدراجهم في المساء آملين في أن يمر الأسبوع كلمح البصر ليعاودوا الكرة مرة أخرى• ويبقى جل شباب المدية المحروم من لذة البحر، يناشدون السلطات المحلية للتفكير جديا في مطلبهم هذا، غادرنا بلدية المدية وكلنا أمل في أن تجد استغاثة شبابها آذانا صاغية لدى المسؤولين•