رغم تزايد دعوات مقاطعة مهرجان لوكارنو السينمائي في دورته ال 68 بسبب تكريم المهرجان للسينما الاسرائيلية، وجدت الدعوة آذانا صاغية عند الأشقاء التونسيين الذين رفضوا المشاركة في المهرجان والتطبيع الثقافي مع إسرائيل، ناهيك عن دعوات المقاطعة من طرف العديد من المنظمات الفلسطينية، غير أن الجزائر تشارك بقوة في هذا المهرجان، حيث ضربت عرض الحائط موقف الدولة الجزائرية من الكيان الصهيوني، والدليل تواجد أفلام عديدة بالمهرجان ممولة من طرف وزارة الثقافة الجزائرية، وعلى سبيل المثال لا للحصر فيلم ” السطوح” لمرزاق علواش، ”قبلة” لطارق تقية و”ضد القوى” لمالك بن اسماعيل، بالإضافة للفيلم القصير طارزان دون كيشوت ونحن” لحسان فرحاني. كما اختار القائمون على البرنامج هذا العام 4 مشاريع أفلام طويلة لمخرجين جزائريين مثل ”في انتظار السنونو” لكريم موساوي، ”حصن المجانين” لناريمان ماري، ”لو ساكريفيي” لأمين سيدي بومدين و”رقية” ليانيس كوسيم. ”ضد القوى” يدخل المنافسة الرسمية يشارك المخرج الجزائري مالك بن إسماعيل بفيلمه الوثائقي الجديد ”ضد القوى” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، حيث عرض الفيلم مساء أمس. ويتناول العمل العلاقة بين الصحافة والسلطة في الجزائر من خلال يوميات عمل صحفيين بجريدة ”الوطن” الناطقة بالفرنسية. وفي ساعة و37 دقيقة رافق فيها المخرج مجموعة من صحفي جريدة ”الوطن” ومواكبتها لرئاسيات 2014، والتي أفرزت فوز الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة. ويستعرض هذا الفيلم الجديد لمالك بن إسماعيل حياة، هذه الصحيفة الشهيرة التي تأسست مع الانفتاح الديمقراطي والإعلامي في الجزائر مطلع التسعينيات والهزات التي تعرضت لها طيلة مسيرتها المهنية، وخاصة في علاقتها بالسلطة الحاكمة في الجزائر، ومسألة حرية التعبير التي عرفت طيلة عشرين عاما الكثير من المواقف، حيث ظلت صحيفة ”الوطن” بطاقمها الشاب تتحيز للكلمة الحرة وكشف الحقائق المختلفة التي تعرفها البلاد وهي تمر بمحطات عسيرة في الانتقال الديمقراطي ومواجهة آلة الإرهاب. وسجل المخرج آراء ومواقف الصحفيين حول الانتخابات الرئاسية، التي كانت عند الكثيرين فرصة لتحول جديدة في مسيرة البلاد، وجس نبض الشارع الجزائري وكيفية تعاطيه مع هذا الحدث الكبير، ومن بين الصحفيين الذين سجل معهم المخرج نجد مدير الجريدة عمر بلهوشات، والصحفيين حسان وعلي، مصطفى بن فضيل حسان موالي.. وغيرهم. محمد بوحميدي يكتب: ”الجزائر تكسر المقاطعة الثقافية مع إسرائيل” كتب المؤلف وكاتب العمود محمد بوحميدي عمودا يتحدث فيه عن التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وكيف شاركت مجموعة من المخرجين الجزائريين في مهرجان لوكارنو وساروا عكس التيار مقارنة بما قام به الأشقاء التونسيون. وقال بوحميدي إن دعوات المقاطعة تعالت من كل مكان خاصة من طرف ”الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية مع إسرائيل” في شهر ماي الماضي بعنوان: ”لا تعطي تفويضا للفصل العنصري الإسرائيلي”، ووقعه أكثر من 200 فاعلا ثقافيا وحتى من الدولة المنظمة للمهرجان. وأضاف الكاتب أن وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلية وصندوق الفيلم الاسرائيلي لها يد في هذا المهرجان، وهذا الصندوق معتمد من قبل المجلس الإسرائيلي للسينما وبتكليف من الحكومة الإسرائيلية، والهدف منها تعزيز الأفلام الإسرائيلية في الخارج بدعم من الملحقين الثقافيين في السفارات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم. وذكر بوحميدي بقول المخرج الاسرائيلي إيال سيفان في أحد المقابلات، بمناسبة انعقاد مهرجان حيفا السينمائي، إن الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قال إن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد فرضت ثقافتها عبر السينما، داعيا للسير وفق هذا النهج وتسويق صورة إسرائيل من خلال السينما. وأوضح الكاتب أن الأهداف الأساسية لهذه المنظمة هي بعيدة كل البعد عن ”البراءة الثقافية” التي يعلق عليها صناع السينما الجزائرية المشاركين في المهرجان شماعتهم، في وقت جاءت المقاطعة من طرف التونسيين الذين رفضوا المشاركة في مهرجان لإسرائيل يد فيه، خصوصا دعوات المقاطعة من قبل خيرة نخبة من العلم والفن في القارات الخمس. سينمائيون تونسيون يقاطعون مهرجان لوكارنو قاطعت مجموعة من السينمائين التونسيين مهرجان ”لوكارنو” السينمائي في سويسرا، بسبب دعمه من قبل صندوق دعم السينما الإسرائيلي، وقرار المقاطعة يحظى بترحاب واسع من قبل الرأي العام التونسي. وقرر مبدعو تونس من مخرجين ومنتجين سينمائيين مقاطعة مهرجان ”لوكارنو” السينمائي، بعد أن ثبت تواطؤه مع نظام الأبرتهايد الصهيوني في فلسطينالمحتلة، ودعمه من قبل صندوق دعم السينما الإسرائيلي. وقال علي العبيدي، المخرج السينمائي ورئيس نقابة السينمائيين التونسيين: ”المقاطعة أو الاحتجاج أو أي نوع من التحرك ضد محاولة إسرائيل لإيهام الكون بأن المثقفين العرب ليس عندهم مشكلة مع إسرائيل”. قرار المقاطعة حظي بترحيب العديد من المنظمات الأهلية التونسية، الحملة الشعبية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل هنأت المقاطعين واعتبرت الخطوة هامة في مسار المعركة مع العدو الإسرائيلي، لاسيما أن إسرائيل تسعى إلى اختراق شعوب المنطقة عبر التطبيع الثقافي.