حذّر رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي من الفهم الخاطئ للأزمة التي تمر بها البلاد، حيث قال أن العيب ليس في تهاوي أسعار النفط وإنما في عدم تفطن الدولة واعتمادها على الريع بدل خلق ثروة دائمة. وأفاد سيد أحمد غزالي في كلمته التي ألقاها خلال الجامعة الصيفية لحركة مجتمع السلم أن الجزائر أصبحت في الظرف الراهن تعيش في مرحلة الخطر وذلك لأن السلطة لم تتخذ الإجراءات المناسبة بعد التحذيرات التي أطلقها خبراءنا في هذا المجال ولم تفكر يوما في ايجاد حلول جذرية للتكفل الجاد بمطالب مواطنيها الذين يعتمدون على ما قيمته 99 بالمائة من البترول لتمويل إيراداتها، مضيفا أن النظام الحالي أوصل الجزائر إلى حافة الإفلاس ومخاطر قاتلة لمستقبل الجزائر إن الحل الوحيد يكمن في ضرورة التغيير بعيدا عن العنف. كما اعتبر رئيس الحكومة الأسبق أن النظام في الجزائر لا يكترث إلى المؤشرات الاقتصادية التي باتت خطيرة كالتضخم ونسبة البطالة وصارت عينه على مؤشر وحيد هو احتياطي الصرف الذي يمكن من خلاله معرفة عدد سنوات الاستيراد وكأن ما يهم النظام. وأشار سيد أحمد غزالي أن السلطة التي تهدر مزيدا من الوقت والمال وتضيع على الجزائريين فرصة بناء المستقبل مؤكدا أن السلطة في الجزائر قمعت الشعب وأبعدته عن التحولات الحاصلة في الدول المجاورة. وفي هذا الصدد أشار غزالي أن غياب الحكمة والعقل السياسي لدى السلطة أضاع على الجزائر فرصة ثمينة في تحقيق انطلاقة اقتصادية واجتماعية خلال الفترة السابقة مستطردا أنه دليل واضح على غياب أي سياسة اقتصادية أو تفكير سياسي في كيفية استثمار واستغلال هذه الإمكانات المالية في خلق الثروة لانطلاقة اقتصادية جدية والخروج من التبعية للنفط إضافة إلى غياب الرؤية الاستراتيجية لنظام الحكم للعمل وفرض أنظمة عملية خاطئة أثّرت في وتيرة مواكبة تطورات البشرية الحاصلة. وأفاد سيد أحمد غزالي أن الجزائر هي البلد الوحيد في العالم الذي يعيش على ثروة لم يخلقها الجزائريون من خلال ميزانية الدولة التي تتشكل في ثلثيها من الجباية البترولية وحتى الثلث الباقي يحتاج للمحروقات بطريقة غير مباشرة.