حديقة الحامّة متحف طبيعي يضم آلاف الأنواع من النباتات والأشجار، ما يجعلها قبلة الزوار من كل ولايات الوطن، وحتى الأجانب الذين سمعوا عنها وأرادوا التجول تحت ظل أشجار عمرها مئات السنين. اجتذبت الحديقة الكثير من المشاهير ومنهم كارل ماركس الذي زارها في عام 1842 وكتب مشاهداته عن حياة الجزائريين البائسة مقارنة برخاء حياة المستعمرين الفرنسيين. كما زارها الأديب الفرنسي فيكتور هيجو، وكذا الجنرال شارل ديجول، وفي الحديقة تم تصوير الفيلم الأمريكي الشهير ”طرازان”. وهاهي اليوم تستقبل الفرق الرياضية وفرق الكشافة وتلاميذ المدارس الباحثين عن التعلم والاستكشاف كما أنها ترحب بالعائلات القادمة من مختلف ولايات الوطن بحثا عن الراحة والسكينة وشجع على ذلك توفر الأمن والتنظيم. تعود نشأة حديقة التجارب بالحامة إلى عام 1832 أين كانت تتربع على 100 هكتار، غير أن مساحات الإسمنت طغت عليها وقلصت مساحتها إلى الثلث أي حوالي 32 هكتارًا فقط. وسميت بحديقة التجارب نظرا للتجارب العلمية التي أجراها الاستعمار الفرنسي على النباتات التي أحضرها من المستعمرات الإفريقية الأخرى، ليزرعها في الحديقة حتى تتأقلم مع المناخ المتوسطي، ليصدرها إلى أوربا بعد ذلك، وكانت الحديقة تستخدم أيضًا كمشتل لأنواع الكرم والزيتون والفواكه. يتميز مناخ الحديقة عن مناخ الجزائر العاصمة، حيث تتراوح درجة حرارة العاصمة ما بين 6 درجات شتاء و38 درجة صيفًا، بينما لا تنخفض درجة الحرارة في الحديقة عن 15 درجة شتاء، ولا تزيد عن 25 درجة أثناء الصيف ولا يوجد تفسير علمي لهذه الظاهرة سوى أنها قدرة إلهية. تحوي الحديقة نباتات نادرة لم يساعد هذا المناخ الدافئ على تنوع النباتات في الحديقة فحسب، بل وفي عمرها المديد أيضًا. حيث ينمو في ربوع الحديقة ما يربو عن 2500 نوع من الأشجار والنباتات وأكثر من 25 نوعا من أشجار النخيل. وهناك أنواع نادرة لا توجد إلا في حديقة الحامة مثل شجرة دراسينا ”Dracaena” أو”Dragonia” وتعرف بشجرة التنين، ويعود عمرها إلى عام 1847. إلى جانب أشجار ”Cicos” التي يزيد عمرها عن 98 سنة. بالإضافة إلى الفيكوس والبامبو التي غرست في الحديقة عام 1847.. وكما تضم الحديقة نباتات نادرة يعيش بين أرجاءها أنواع مختلفة من الحيوانات قادمة من مختلف بقاع العالم ومنها الطيور والزواحف والثدييات أكبرها عمرا النسر هيكتور وأصله من البيرو وعمره 111 سنة. والدب أوريسوس الذي كان عمره 81 عامًا عندما مات وهو الدب الأكبر عمرًا في العالم. لأن معدل العمر الطبيعي للدببة يتراوح بين 15-25 عامًا، بينما عاش هو لأكثر من 3 أضعاف عمره الطبيعي. والزائر للحديقة لابد أن يعود مرة أخرى ليكمل التجوال في المناطق التي لم يزرها لأنه حتى الخمس ساعات من المشي بين أرجائها غير كافية لزيارة كل المواقع لذا يفضل أن يخصص الزائر كل مرة لزيارة جهة معينة كأن يبدأ بالحديقة الفرنسية ثم الحديقة الانجليزية ويوم آخر لزيارة حديقة الحيوانات وهكذا حتى يشبع فضوله ويمتع ناظريه بجمال الحديقة الساحر.