تشهد حديقة التجارب بالحامة، في العاصمة، إقبالا كبيرا للعائلات التي اغتنمت فرصة عطلة الشتاء للترفيه عن أبنائها بعد فصل طويل من المراجعة والتعب، ومن أجل استبدال جو الدراسة بجو من المرح والاستجمام في أرجاء الحديقة الخلابة لإعادة شحن النشاط قبل الدخول في فصل ثان من الكد. تعرف حديقة الحامة توافدا كبيرا للعائلات خلال عطلة، خاصة مع ملائمة الطقس المعتدل الذي تشهده العاصمة مؤخرا، وسهولة الوصول إليه عن طريق ميترو الجزائر الذي سهل تنقلات العاصميين. وأول ما يشد الانتباه ببوابة الحديقة هو العدد الكبير للأعوان الذين يسهرون على نظافة المكان وتنظيم دخول الزائرين. وأخبرنا بعض الزوار الذين تحدثت إليهم ”الفجر” أنهم قصدوا الحديقة رفقة أبنائهم للترويح عن النفس، وأخذ قسط من الراحة في جوها المميز وتحت أشجار حدائقها المتنوعة. وفي هذا الصدد قال لنا بوعلام، الذي كان رفقة عائلته، إنه متعود على جلب عائلته إلى الحديقة كلما سنحت له الفرصة، خاصة أنها تعد فضاء عائلي من بين الفضاءات الضئيلة جدا التي تتوفر عليها العاصمة. من جانبها، أوضحت السيدة زينب التي كانت رفقة ولديها، أنها مولعة بالنباتات وهو ما يدفعها لزيارتها باستمرار للتعرف على النباتات النادرة التي تزخر بها الحديقة.. فهي تتوفر على أشجار يزيد عمرها عن قرن من الزمن، خاصة أنها لوحة فنية نادرة، فتسعى لتعريف أبنائها بها وتغرس فيهم حب الطبيعة وسحرها. وغير بعيد عن زينب صادفنا عائلة قادمة من بومرداس مكونة من الأبوين و3 أبناء، تقربنا من الوالد مراد، فأخبرنا أنه يزور الحديقة لأول مرة وأبهرته الطبيعة الخلابة للحديقة الانجليزية التي شبهها بأدغال إفريقيا نظرا لأشجارها الضخمة ونباتاتها الكثيفة والمتنوعة. كما أبدى إعجابه رفقة أبنائه بالحيوانات المتنوعة في حديقة الحيوانات، وتعجب لتجاهل الجهات الوصية للترويج لمثل هذه الوجهات السياحية التي من شأنها المساهمة في ترقية السياحة الداخلية. من جهته، لفت محمد إلى مشكلة ازدحام شارع حسيبة بن بوعلي بسبب ضعف قدرة استيعاب موقف السيارات المخصص للحديقة، وطالب القائمين عليها بمحاولة إيجاد حل لهذه المشكلة. لكن شكاوي الناس كانت حول الازدحام الذي باتت تشهده الطرقات منذ بداية الدخول الاجتماعي، وهو الكابوس الذي بات يؤرق الجميع ويزعجهم عبر مشاويرهم. حديقة التجارب صنفت في المركز الخامس عالميا تعتبر حديقة التجارب بالحامة من أجمل وأروع الحدائق في العالم، حيث صنفت في المركز الخامس من حيث شساعتها و قدرة سعتها للأشجار والنباتات النادرة التي أحاطت بها فأعطتها طابعا جماليا خاصا، حيث يعتبر تموقعها في قلب العاصمة ميزة جعلتها تستقطب الزوار من كل مكان في الوطن وتتحول قبلة للعائلات في الاعياد وعطل نهاية الاسبوع وحتى العطل الفصلية للتلاميذ، حيث ملاذ الأسر والأطفال للتمتع بجوها وطبيعتها التي تميزت بتنوع في أجوائها، حيث لا تخضع للمناخ الفصلي للبلد بل تتنوع بفضل كثرة الأشجار والنباتات. وفي حين تتراوح درجة حرارة العاصمة ما بين 6 درجات شتاء و38 درجة صيفًا في الغالب، لا تنخفض درجة الحرارة في الحديقة عن 15 درجة شتاء، ولا تزيد عن 25 درجة صيفا.. هي ميزة فريدة تجعلها تخضع لمزاج مناخي خاص بفضل تنوع ثروتها النباتية. برنامج هادف للأطفال بمناسبة عطلة الشتاء برنامج خاص سطرته الحديقة بمناسبة عطلة الشتاء للتلاميذ، خاصة أنها مزودة بمدرسة لتكوين الأطفال ومجلس علمي يشرف على أعمال الحديقة ويسهر على الحفاظ على الأنواع النباتية النادرة، يشرف عليه مختصون في المجال يقومون بتقديم شروحات للزائرين، منهم الاطفال بشكل خاص وإقامة ورشات للرسم والتعرف على خفايا الطبيعة، وما تحتويه من تنوع مناخي ونباتي، فقد تم إنشاء بالحديقة مدرسة التربية البيئية يتم فيها تدريس الأطفال وتثقيفهم وتحسيسهم بأهمية المحافظة على البيئة وعلى نظافة المحيط. وتعتبر حديقة الحيوانات التابعة للحامة المكان الأكثر زيارة من قبل الأطفال، حيث تستحوذ الأسود والقردة والحيوانات الأخرى على اهتمام الأطفال وحتى الكبار.. الحديقة الفرنسية الكلاسيكية تثير اهتمام الزوار كما تضم حديقة الحامة 2500 نوع من النباتات وأشجار عمرها مئات السنين، وأزيد من 25 نوعا من أشجار النخيل، فضلا عن حديقتين، الأولى على الطراز الفرنسي الكلاسيكي التي تبعد عن البحر بنحو مائتي متر فقط وسميت بهذا الاسم لتشابهها مع حدائق قصر فرساي بفرنسا.. وأخرى ذات الطابع البريطاني. كما تضم ”حديقة الحامة” حديقة حيوانات ومدرسة تعليم زراعة الحدائق والجنائن ومركزا مخصصا للاختبارات، تشكل متحفا حقيقيا للطبيعة، إذ تحوي أشجارا يفوق عمرها 150 سنة ونباتات نادرة وفريدة من مختلف أنحاء العالم، وتضم كذلك أنواعا عديدة كشجرة ورد يبلغ ارتفاعها ثلاثين مترا، وتعود إلى مائة سنة تقريبا، وأشجار البيلسان العريقة، إضافة إلى شجرة الكافور ونبات الخيزران. حديقة التجارب بالحامة.. الأولى في إفريقيا هي معلومات خاصة دونها العاملون بالحديقة على شكل مطويات، علقت على طول جدرانها، حيث أكد لنا المدير الفرعي للحفاظ على البيئة والنباتات بالحديقة.. فحديقة الحيوان بالحامة تعتبر الأولى في إفريقيا، وهي جزء من حديقة التجارب، أنشأها المعمر الفرنسي جوزيف دونج عام 1900 علي مساحة هكتار واحد كانت تدجن فيها الحيوانات المتوحشة القادمة من أدغال إفريقيا، ثم تصدر إلى أوروبا. كما ربّى الفرنسيون في هذه الحديقة الأغنام والنعام لبيع الريش والبيض.. واليوم تضم مختلف أنواع الحيوانات. المتجول في ربوع الحديقة يلاحظ ضخامة الأشجار التي تحيط بها، ليخيل للزائرين أنهم في فيلم مغامرات في أدغال الغابات الاستوائية، فقد تم تصوير لقطات من فيلم ”طرزان” داخل حديقة التجارب بالحامة، وكان بطل الفيلم الأسطوري ”جونى شيفيلد” قد زار الحديقة عندما تم افتتاحها، وهذا بعد أن تمت إعادة تهيئتها.