علمت ”الفجر” من مصادر مطلعة بأن مربي الماشية عبر 14 ولاية ساحلية من تراب الوطن، قاموا أمس بمراسلة الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين، محمد عليوي، تنديدا بالإجراء الذي وصفوه بالتعسفي والذي لا يخدم إطلاقا مسار وزارة الفلاحة في النهوض بقطاع الفلاحة وتنمية الثروة الحيوانية، في ظل الجهوية التي أصبحت تمارس، حسب تصريح بعض المربين بوهران ل”الفجر”، في الفيدرالية الوطنية لمربي الماشية التابعة للاتحاد الوطني للفلاحين، وذلك بعد حرمانهم وإقصائهم من قوائم المربين لدعمهم بالأعلاف على غرار الولايات السهبية، وهذا من أصل مربي 48 ولاية بالوطن. وهذا الأمر بات يستنزف جيوب المربين لشراء الأعلاف لمواشيهم، ما ترتب عنه تسجيل ديون كبيرة نتيجة شراء أعلاف الماشية، وهو ما دفع بالمربين غير المعنيين بالعملية إلى رفع أسعار الماشية هذا العام ونحن على بعد يومين من عيد الأضحى. من جهته، وصف الأمين الولائي للاتحاد الوطني للفلاحين بوهران، بوخلخال عبد الله، الإجراء الذي قامت به الفيدرالية الوطنية لمربي الماشية للاتحاد بأنه غير منطقي، بعد إقصاء مربي 14 ولاية من الاستفادة من الأعلاف على اعتبار أن هذه الولايات ومن بينها ولاية وهران غير رعوية، وهذا بالرغم من وجود أزيد من 60 مربيا وأكثر من 270 ألف رأس ماشية. ويتساءل بوخلخال من يرعى تلك القطعان من الأغنام، ويجلب لها الكلأ، مشيرا إلى ”أننا في ظل هذه الوضعية قمنا بدق ناقوس الخطر في الاتحاد، خاصة بعدما تم حرمانهم من إدراج أسمائهم في المخطط الوطني لدعمهم بالأعلاف، بعدما بات المربين يخصصون مصاريف كبيرة لشرائها”، مشيرا إلى أن المشكل تم طرحه على الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين من أجل إعادة النظر في الولايات المقصاة وإعادة الاعتبار لمربي الولايات الساحلية ”ونحن ننتظر الرد منه”، لأن المربي بحكم أنه يملك بطاقة الانخراط في غرفة الفلاحة فإن جميع الامتيازات يجب أن تعمم بعيدا عن الجهوية، خاصة وأن المربين كل موسم يقومون برحلة الشتاء والصيف بحثا عن الأعلاف، لشرائها والتي يتم استيرادها من الخارج بالعملة وتكلف الدولة مبالغ مالية كبيرة بعد المضاربة في أسعارها بالأسواق الدولية. من جهته، أشار الأمين العام للفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، أن السهوب حاليا تمثل 12 مليون هكتار وهي تضم 25 مليون رأس ماشية، ويقطنها 10 ملايين نسمة، معلنا عن وجود تقريبا مليون هكتار من المناطق المحمية. للتذكير فقد أكد سيد أحمد فروخي، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، في لقائه الأخير بمربي المواشي على ضرورة التعاون مع كل المتعاملين في كل المناطق والولايات بهدف عصرنة القطاع، مشيرا إلى أن اللقاء هدفه إعادة بعث القطاع وتطويره من أجل تنويع الاقتصاد الوطني، مشددا على الاعتماد على العامل البشري وتشجيعه من أجل بعث القطاع، مضيفا أنه على مربي المواشي بكل أنواعها أن يساعدوا ويساهموا في إعادة بعث القطاع، خاصة شعبة اللحوم الحمراء، التي تمثل نسبة 50 بالمئة من إنتاج القطاع.