قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، في تصريح للصحفيين، أمس، إن طائرات من طراز ”سو-34” قامت في الفاتح أكتوبر بتوجيه الضربات لمعسكر تدريب يأوي مقاتلي ”داعش” ومركز قيادة للتنظيم جنوب غربي مدينة الرقة في سوريا، مشيرا إلى أن القصف أسفر عن تدمير تلك المنشآت. ومن جهته، أعلن العقيد إيغور كليموف، المتحدث باسم القوات الجوية الروسية، أمس، عن تواجد عشر طائرات صهريج روسية في قاعدة حميميم في الساحل السوري، موضحا أن روسيا أرسلت الطائرات الصهريج إلى سوريا لتزويد الطائرات العسكرية الروسية التي تنفذ العملية الجوية ضد ”المجموعات الإرهابية” هناك بالوقود. وأضاف كليموف أنه تمت تهيئة ”كل الظروف اللازمة لإنجاح مهمة العسكريين الروس في سوريا”. نفى المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، صحة ما أعلنته بعض وسائل الإعلام من أن طائرت روسية لم تصب أهدافها، مشيرا إلى أن أنباء من هذا القبيل مختلقة. وأكد المتحدث أن ممثلي وزارتي الدفاع الروسية والأمريكية عقدوا اجتماعا تشاوريا عبر الفيديو بناء على مبادرة من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، مشيرا إلى أنهم ناقشوا ”استخدام الطيران فوق أراضي سوريا بشكل آمن”. ويشار إلى شروع روسيا في تنفيذ عملية جوية ضد ”المجموعات الإرهابية” في سوريا يوم 30 سبتمبر الفارط، وذلك في أعقاب منح مجلس الاتحاد الروسي ”الكرملين”، الرئيس فلاديمير بوتين حق استخدام للقوة العسكرية في الخارج، يرتبط بالنزاع في سوريا. التحالف الدولي: ”التدخل الروسي تصعيد للأزمة وتغذية للتطرف” ويشار إلى أنّ دول التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن شجبت العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بأنها ”تصعيد للأزمة وتغذية التطرف”. ودعت تركياوالولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاؤها في دول الخليج، في بيان مشترك، روسيا إلى وقف ضرباتها الجوية ”ضد المعارضين السوريين والتركيز على ضرب تنظيم الدولة الإسلامية”، معبرة عن ”القلق العميق”. وجاء في البيان ”نعبر عن القلق العميق فيما يخص التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا وخصوصا الضربات الجوية الروسية في حماة وحمص وإدلب منذ البارحة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين ولم تستهدف داعش (في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية)”. واعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، الاتهامات بأن ضحايا مدنيين سقطوا في الضربات الروسية بمثابة ”هجوم إعلامي”. وقال مسؤول برلماني روسي إن الحملة العسكرية الروسية قد تستغرق أربعة أشهر. وفي شأن متصل، قالت صحيفة ”يو إس إيه توداي” الأمريكية، إنّ الإدارة الأمريكية تتهم روسيا التي شرعت بحر هذا الأسبوع في شن غارات جوية في سوريا على ما تصر أنها مواقع لمسلحي تنظيم الدولة المعروف ب”داعش”، لكنها تستهدف أيضا قوات المعارضة المسلحة التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد. واستندت الصحيفة في معلومتها إلى تقرير أعده هنري ميير ونشره على موقع بلومبرغ الالكتروني مؤخرا، والذي يشكك في نوايا وأهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من التدخل في سوريا، حيث يقول بصريح العبارة أن غاية التدخل ترجيح للكفة لصالح الأسد. وقال مسؤولون في البنتاغون أن الطيران الحربي الروسي قصف مواقع يقل فيها تواجد عناصر داعش. وأشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الخارجية الروسي سيرعي لافروف من على منبر الأممالمتحدة، حيث قال أنّ بلاده والتحالف الذي تقوده واشنطن يعملان بمبدأ ”العين بالعين”، وفنّد لافروف استهداف الغارات الروسية لمقاتلي المعارضة لدعم الرئيس بشار الأسد. ويشار إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تعمل منذ 2013 على تسليح وتدريب المعارضة السورية التي تحارب الرئيس السوري بشار الأسد. وفي ظل تبادل الاتهامات، قال لافروف أن موسكو تسعى لبلوغ نفس الأهداف التي يسعى إليها التحالف الذي تقوده واشنطن والمتمثل في محاربة تنظيم الدولة المعروف بداعش، إلى جانب جبهة النصرة التي تعتبر جناحا لتنظيم القاعدة إلى جانب جماعات أخرى متطرفة. واستدرك قائلا: ”إذا كان التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة يحارب الجماعات الإرهابية فحسب، فنحن نفعل نفس الشيء”. وقال الناطق باسم البيت الأبيض الأمريكي جوش أرنست: ”إن التدخل الروسي في سوريا يجعل الصراع غير محدود”، غير أنّ مسؤولي البلدين التقيا مؤخرا واتفقا على فتح خطوط اتصال بينهما لتنسيق حركة الطائرات المحلقة في الأجواء السورية.