* إطلاق حملة الزكاة في أكتوبر الجاري أكد وزير الشؤون الدينية أنه تم إحصاء 18 حالة وفاة مؤكدة، و23 جريحا بمستشفيات المملكة، في حين تبقى البعثة الجزائرية عاكفة حاليا على تمشيط مراكز حفظ الجثث بالمملكة بشأن ال110 حاج الذين لم يتم العثور عليهم إلى حد الآن، كما أكد أن المملكة السعودية تقوم حاليا بالتحقق من هوية الضحايا عبر البصمة. قال محمد عيسى خلال نزوله ضيفا على فوروم الإذاعة أمس، إنه يخشى أن يكون تدافع منى سببا للاستغلال والتجاذب السياسي العالمي الذي يفتح النقاش حول تنظيم الحج، وإن الجزائر لا تستغل هذه الحادثة الإنسانية لأغراض سياسية وتعتبرها قضاء وقدرا، مضيفا في الوقت ذاته أن ما حصل في منى هو مدعاة للتحقيق، ولقد لاحظنا أن المملكة التزمت بتحقيق معمق والحكومة الجزائرية في انتظار نتائج التحقيق، وإلى غاية ذلك الوقت لا يمكن أن نستبق الأحداث، حسب ما صرح به عيسى. وأفاد ذات الوزير أن الجزائر لا توجه أصابع الاتهام ضد السلطات السعودية في حادثة تدافع الحجاج بمنى ولا تعتبر الحادث ناجما عن ”سوء تنظيمها لموسم الحج” لهذه السنة، كما أوضح أنهم في منأى عن البلبلة الكبيرة التي مفادها إعادة مراجعة تنظيم الحج، وأنها لا تستغل بأي شكل من الأشكال هذه الحادثة لأغراض سياسية. وثمّن الوزير الجهود التي بذلها الحجاج الجزائريون إثر الحادثة والصورة المشرفة التي أعطوها عن الجزائر عموما والحاج الجزائري بصفة خاصة، مشيرا بذلك إلى صورة المواقف المثالية والنموذجية المشرفة التي أعطاها حجاج الجزائر في حادثتي سقوط الرافعة وتدافع منى، شهد لهم بها غير الجزائريين. أما بخصوص حصيلة ضحايا حادثة منى، فقد أكد وزير الشؤون الدينية أنه تم إحصاء 18 حالة وفاة مؤكدة، 23 جريحا بمستشفيات المملكة و110 حاج لم يتم العثور عليهم إلى حد الآن، وأكد أن المملكة السعودية تقوم حاليا بالتحقق من هوية الضحايا عبر البصمة وأنها ستوافي البعثات بقائمة المتوفين (مساء أمس الإثنين)، ليضيف أن البعثة الجزائرية عاكفة حاليا على تمشيط مراكز حفظ الجثث بالمملكة بشأن ال49 حاجا الذين لم يعطوا أي إشارة بالحياة، وقال إن التعطيل راجع إلى نشر السلطات السعودية لصورهم بعد الوفاة بدل أسمائهم، وهو ما يصعب مهمة التعرف عليهم. وفي رده على سؤال حول التغير الذي قد يطرأ على صندوق الزكاة في ظل الضائقة المالية، أكد محمد عيسى أن صندوق الزكاة بعيد عن كل الأزمات الاقتصادية لأنه قوة اجتماعية بحتة، مستمدة من إيمان المجتمع بوجوب دفع الزكاة كركن من أركان دينه، وهي عقيدة راسخة لا تتغير بتغير الظروف الاقتصادية. وأضاف أن ”صندوق الزكاة مستعد لكل طارئ ولدينا حساب وطني نلجأ إليه في الأزمات”. وفيما يتعلق بالقروض الحسنة لفائدة الشباب أوضح محمد عيسى أنه تقرر خلال الخمس سنوات القادمة توجيه أموال الزكاة إلى الفقراء فقط، بينما تعطى القروض الحسنة من مسترجعات القروض القديمة فقط، في إشارة منه إلى صعوبة وتأخر استرجاع القروض من أصحابها. وفي هذا الصدد ذكر الوزير أنه خلال ال10 سنوات الأخيرة حققت العديد من المشاريع التي أنشئت بواسطة القروض الحسنة نجاحا كبيرا، حيث بلغ عددها 6800 مؤسسة مصغرة خلقت الكثير من مناصب الشغل، كما أشار الوزير إلى تنظيم لقاء وطني لإطلاق حملة الزكاة في دورتها 14 خلال شهر أكتوبر الجاري.