أسفر الاجتماع التنسيقي الذي جمع خلية الأزمة المشتركة بين وزارتي الشؤون الخارجية والشؤون الدينية والأوقاف، عن إحصاء عدم ظهور 61 حاجا، لم يلتحقوا بأماكن إقامتهم، وأوضح بيان لوزارة الخارجية تلقت "الشروق" نسخة منه، أن الخلية مازالت تواصل عملية تقييم وضعية الحجاج في البقاع المقدسة، بالتنسيق مع قنصلية الجزائر بجدة، التي تضمن العمل المشترك مع أعضاء البعثة. الاجتماع الذي انعقد بمكة أمس، بمقر القنصلية العامة، وجمع مختلف مسؤولي البعثة بمن فيهم المكلفين بالمهام الطبية، أسفر عن حصيلة مؤقتة لفقدان 61 حاجا لم يلتحقوا بأماكن إقامتهم المعتاد، وأشار بيان الوزارة إلى أن عائلاتهم سيتم إعلامها بأي جديد من خلال القنوات المعتمدة، وذكر بأن الحصيلة التي تم الإعلان عنها أمس الأول، والمتعلقة بوفاة 11 حاجا تم تحديد هويتهم، و7 مصابين، لم تتغير. وأكدت وزارة الخارجية أن أعضاء البعثة مجندون لإيجاد وتحديد هوية الضحايا الجزائريين بالتنسيق مع السلطات السعودية. وكان المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، قد أكد في وقت سابق ل"الشروق" أن السلطات السعودية عرضت على أعضاء البعثة 1200 صورة لضحايا للتعرف على الجزائريين منهم، في وقت أكد حجاج عادوا إلى أرض الوطن فقدان عديد الجزائريين من ضيوف الرحمان، بالنظر إلى وقوع حادثة التزاحم في مكان تخييم البعثة الجزائرية. ومعلوم أن حادثة التدافع التي شهدها مشعر رمي الجمرات خلفت وفاة أكثر من 700 حاج من مختلف الجنسيات، ضمنهم ثلاثة جزائريين، فيما لم تحدد هوية البقية من المفقودين، واعتبر وزير الشؤون الدينية محمد عيسى ما حدث بالبقاع المقدسة أمرا محزنا، وذكر بأن السلطات في انتظار البيان النهائي الذي ستصدره السعودية بخصوص نتائج التحقيق المفتوحة في حادثة رمي الجمرات، بعد ما أمر الملك السعودي بفتح تحقيق سريع لمعرفة حقيقة ما حدث. ولم تكشف السلطات السعودية رسميا عن سبب الحادثة التي عرفت عديد التأويلات بين القضاء والقدر، والعمل المدبر الذي وجه أصابع الاتهام لإيران، بالنظر إلى العدد الكبير من الضحايا الإيرانيين، فيما أكد حجاج عادوا إلى أرض الوطن والتقتهم "الشروق" ممن عايشوا الحادثة أن السبب يعود إلى سوء التنظيم سواء بالنسبة للسلطات السعودية أو بالنسبة للحجاج الذين تدافعوا في المحيط، وتحدثت أطراف عن حشر الحجاج في مكان الحادثة بسبب تواجد أحد المسؤولين بمكان رمي الجمرات، ومن ثمة فتح جهة الدخول للخروج منها ولقاء الجمعين ما أحدث الكارثة، في وقت أكدت أطراف أخرى تدافع الحجاج بسبب سوء التنظيم، وذكرت في السياق عدم تعرض البعثات المعروف عنها التنظيم لأي أذى عكس تلك التي سجلت أكبر عدد من الضحايا، وبين التفسيرين ربط آخرون ما حدث بالقضاء والقدر.