* واسيني الأعرج: نوبلي يستحق أكثر من هذا الصمت الوطني المطبق * عائلة الفنان: ”الله لا يسامحهم” هل هناك من يستمع لصرحة فنان قدم الكثير للفن الجزائري؟ من يلتفت لعملاق الموسيقى الجزائرية نوبلي فاضل؟ أسئلة طرحتها بكل حسرة عائلة الفنان مستغربة التجاهل الذي طال هذه القامة الموسيقية، في وقت تقوم وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بتكريم فنانين ومنح صكوك بملايين الدينارات لأشباه الفنانين، وتنظيم حفل تكريمي على روح الفنانة الجزائرية الراحلة وردة الجزائرية كلف محافظة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 11 مليار سنتيم، فيما لم تكلف نفس المحافظة عناء نفسها لتقديم دعوة لنوبلي فاضل لحضور حفل افتتاح نفس التظاهرة. المتابع للحالة الصحية للفنان الجزائري والملحن الكبير نوبلي فاضل يدرك أن هذا الأخير يمر بأوقات جد صعبة نظرا لتدهور حالته الصحية، حيث يرقد بيت عائلته بمدينة شرشال في ولاية تيبازة، وسط تجاهل تام من طرف الوازرة الوصية والمؤسسات الثقافية التي تعنى بالفنان في مقدمتها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وعلى رأسها المسؤول الأول سامي بن شيخ الذي يتفنن في توزيع الصكوك على أشباه الفنانين، في حين يتم تهميش الأسماء الكبيرة في صورة نوبلي وغيرهم من عمالقة الفن الجزائري. حرب ضد النسيان طالما جددت عائلة نوبلي فاضل طلباتها برفع الحصار على ابنها نوبلي فاضل الذي قدم عشرات الألحان لأكبر الفنانين الجزائريين والعرب، ودائما ما لقي التقدير من عند الأجانب، غير أنه يبقى رهين حصار فرضه عليه بعض الأشخاص لأسباب شخصية مثلما قالت عائلته: ”نحن في حرب ضد النسيان المفروض، ولم نفهم ولا نعرف لماذا كل هاذا الغل من طرف الوزارة ولا كلمة ولا حتى نفس وصل العائلة منهم، نريد رفع الحصار عن الفنان الجزائري”. من المسؤول عن تهميش الفنان؟ تساءلت العائلة لماذا لم يتم دعوة الفنان لحضور حفل افتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، في وقت قاموا بتقديم الدعوات للكل، لماذا منحت بطاقة الفنان لكل من هب ودب ولم يستفد منها نوبلي فاضل، ولماذا لا يسأل عنه أحد حتى في اليوم الوطني للفنان. وأضافت العائلة أنها في معركة من أجل رد الاعتبار لهذا العملاق الذي قدم الكثير للفن الجزائري، وهذا بشهادة كبار الفنانين والمثقفين في الجزائر والخارج، كيف لا وهو الذي قدم العديد من الألحان لكبار المطربين العرب ”إننا في معركة حامية الوطيس سنكسبها عاجلاً أم آجلاً كي يرد الاعتبار له قبل فوات الأوان، ولم ولن نطلب تكريماً من أحد لأن التكريم من خلال كل الأعمال القيمة التي تنزل كل يوم والجميع يعلم قيمة الرجل”. مشروع فني كبير ولكن... وكشفت عائلة نوبلي فاضل أنها تقدمت بطلب إنجاز أكبر إشعاع فني في تاريخ الجزائر المعاصر والمتمثل في إعادة تنفيذ أكثر من خمسين من أغاني نوبلي فاضل وإعطائها لعدد من الفنانين العرب والجزائريين وإطلاقها بتوزيع موسيقي جديد، غير أن المشروع لم يرىالنور بسبب العراقيل والبيروقراطية، في وقت خلقت إدارة كاملة بميزانية كبيرة سميت الإشعاع الثقافي. واسيني الأعرج: ”نوبلي فاضل معنى أن تكون فنانا” كتب الأديب الجزائري واسيني الأعرج رسالة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حول الفنان الجزائري نوبلي فاضل، يقول فيها ”سألت نوبلي فاضل الموسيقي الكبير، ونحن في غمرة النقاشات عن الثقافة في عز الأيام السوداء التي عاشتها الجزائر، وكان له الفضل الكبير في رواية الأمير وفي حصة أهل الكتاب التي كان دواما عليها، أجاب: أن تكون فنانا، معناه أن تكون حاضرا عندما يغيب الآخرون، أن تعرف كيف تمنح السعادة الكبرى عندما تصبح هذه الأخيرة عزيزة، أن تحضر بجسدك الهش عندما تنسحب كل الأجساد من الركح”. وأضاف واسيني: ”رأيك ما يزال إلى اليوم حيا، أنت من منح الكل بعضا منه حتى نفذ أو كاد، علينا أن نتذكر دوما أن غيابك مؤلم، وأن مكانك ما يزال خاليا، وننتظر عودتك بعد مرض لن يلغيك من ذاكرتنا أيها الغالي، نوبلي يستحق أكثر من هذا الصمت الوطني المطبق، أن يوضع تحت أضواء الأوبرا قليلا بتكريمه على مستوى عال، لن نعثر على نوبلي فاضل آخر أبدا، أو ربما نحتاج إلى زمن أطول لرؤية ذلك”. وعبرت عائلة نوبلي عن سعادتها بهذه الرسالة قائلة ”لقد سررنا نحن عائلة نوبلي فاضل كثيراً بالرسالة التي كتبها الكاتب الكبير واسيني الأعرج الذي اتصل ساءئاً عن صديقه الملحن نوبلي فاضل”. وقالت العائلة ”يا ريت أن الوزير أو أي مدير أو حتى بواب في الوزارة يبعث مثل هاذه الرسالة الرائعة، وكانت ستكفينا لأن أخي مر بمرحلة صعبة في حياته لوحده ولم يجد أي سند من مسؤولي الثقافة في الجزائر، بعد كل ما عاناه من تهميش وأذى، ولتعلموا جميعاً أن الجزائر لنا جميعاً، وإذا تكلمنا بهذه الطريقة فلأننا عشنا كل مراحل حياة ومرض أخي بجوارحنا، ونشكر كل أصدقاء ومحبي ومتتبعي أخي وأعماله وخاصة للأخ واسيني، ونقول إننا اقوياء برب العباد برسائلكم ونحن على الدرب نسير حتى نسترجع حقوق اخي الكاملة وغير المنقوصة”. أغنية ”نوفمبر” تبث على اليوتيوب أغنية عن ”نوفمبر شمس الحرية” التي لحنها نوبلي فاضل منذ ثلاثين سنة وأداها صديقه الفنان الراحل محمد راشدي ومن كلمات الشاعر عبد المجيد الجديدي، لم يتم إذاعتها مرات قليلة جداً لأسباب يعرفها الجميع، تقول العائلة. أعيدت الأغنية بنفس التوزيع ولكن بتنفيذ وإشراف مصري مع المايسترو إبراهيم الراديو، وأداها الفنان كمال رزوق، وستنزل في العاشر أكتوبر الجاري على موقع اليوتيوب وفي قنوات راديو مختلفة. ألحان نوبلي بتوزيع مختلف بصوت سارة فرح أغنية ”ذابت الشمعة ونشفت الدمعة” التي لحنها نوبلي فاضل منذ 25 سنة ستنزل من جديد إلى السوق بتوزيع محسن الماطري وبصوت الصاعدة سارة فرح، وتقول العائلة: ”هذه الأغنية مثل باقي أغاني نوبلي فاضل من الصعب العثور عليها بسهولة في وقت كل الأعمال الأخرى متوفرة، وقد نجحنا في إنقاذ أعمال أخي من الضياع المقصود وإعادة بعثها من جديد بتوزيع موسيقي مختلف. وبعد أن نجحت في تجربتها الأولى وتعاونها الأول مع ألحان الموسيقار نوبلي فاضل الجزائري من خلال أغنية ”شقيق الروح”، تستعد نجمة برنامج ستار أكاديمي السورية سارة فرح لدخول ستوديوهات لطفي بوشناق في تونس من جديد، لتسجيل صوتها على أغنيتين جديدتين، تجدد تعاونها بهما مع ألحان الموسيقار الجزائري القدير، الأولى تحمل عنوان ”أي شي في الحب ممكن” من كلمات الشاعر السوري الشهير صفوح شغالة، وتوزيع المايسترو التونسي المعروف محسن الماطري، والتي ستقوم بتصويرها بطريقة الفيديو كليب في مناطق متعددة في الجزائر. وأكدت الفنانة السورية سارة فرح أنها سعيدة جداً بالتعاون مع الموسيقار نوبلي فاضل الجزائري الذي تغنى من ألحانه كبار مطربي الوطن العربي، بعد تعاونها الأول أغنية ”شقيق الروح”، من كلمات صفوح شغالة وتوزيع الطيب دريفول”، موضحة أنها بصدد تسجيل تعاونها الثالث الذي يعد تكريماً للموسيقار الجزائري وإحياءً لأعمال الكبيرة في إظهار الأغنية الجزائرية والعربية، من خلال أغنية ”ذابت الشمعة” بتوزيع جديد قام به المايسترو المصري إبراهيم الراديو، والتي كانت قد قدمتها في السابق المطربة الجزائرية الراحلة ”ناديا” وهي من اللون الطربي.