أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يوم الخميس، أن الولاياتالمتحدة سوف تمدّد تواجدها العسكري في أفغانستان إلى بعد عام 2016، في تحول في السياسة الخاصة بانسحاب مخطط له لمعظم القوات. وقال أوباما في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إن القوات الأمريكية التي تبلغ 9800 جندي ستبقى في أفغانستان معظم العام المقبل، وأضاف: ”لن أسمح باستغلال أفغانستان كملاذ آمن للإرهابيين لمهاجمة أمتنا مرة أخرى”، مشيرا إلى أن القوات الأفغانية لا يمكنها مواجهة حركة ”طالبان” و”القاعدة” بمفردها. وأوضح أنه اتخذ القرار بالإبقاء على القوات خلال معظم العام المقبل، وبقاء قوات قوامها 5500 جندي بعد ذلك الموعد لأن الموقف الأمني ”ما زال هشا للغاية وفي بعض الأماكن هناك خطر تدهوره”، مؤكدا على ضرورة التركيز على تدريب القوات الأفغانية. وذكرت الواشنطن بوست، أن هذا القرار جاء بعد مراجعة شاملة لأشهر طويلة، شملت مناقشات منتظمة مع قادة أفغانستان، فريقه للأمن القومي والقادة العسكريين الأمريكيين في هذا المجال. ونقلت الصحيفة، قول أوباما بأن القوات الأفغانية لا تزال غير قوية، مشيرًا إلى تحقيق طالبان لمكاسب خاصة في المناطق الريفية، كما أنها لا تزال تشن هجمات مميتة في المدن، بما في ذلك كابول. وأوضح الرئيس الأمريكي أنه لن يسمح بتحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للجماعات الإرهابية. ورحب مسؤلون أفغان بهذه الخطوة باعتبارها وسيلة للضغط على المسلحين، وكذلك إعطاء المزيد من الوقت لدعم وتدريب قوات الأمن الأفغانية. ومن جهتها اعتبرت فورين بوليسي القرار ”صائبا” وأنه إعادة نظر في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة وبعث لمذهب وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول، والذي شغل أيضا منصبي مستشار الأمن القومي ورئيس الأركان المشتركة في عهد بوش الابن. وقالت الصحيفة: ”انتخب باراك أوباما لتخليص الولاياتالمتحدة من حربي العراقوأفغانستان، لكن سوء الأقدار قضت بالإبقاء القوات الأمريكية في البلدين (العراقوأفغانستان)، ويخلّف بذلك أوباما عبئا تقيلا لخليفته.