بعد مرور أكثر من شهر ونصف على انسحاب القوّات الأمريكية (الناتو) من أفغانستان، مع بقاء نحو 13 ألف جندي أجنبي يعملون كمدرّبين ومستشارين للقوّات الأفغانية، على حدّ وصفهم، حتى نهاية عام 2015، إلاّ أن الرئيس الافغاني (أشرف غني) سعى جاهدا لتغيير خطّة الانسحاب مطالبا الولايات المتّحدة بإبقاء قوّاتها وتغيير خطّة الانسحاب من بلاده، فسرعان ما استجابت الولايات المتّحدة إلى طلبه وخرج وزير الدفاع (آشتون كارتر) ليصدّق على خطّة حليفه بأفغانستان. فبعد غزو دام نحو 13 عاما بقيادة الولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تحوّل الدورالأمريكي إلى مهمّة التدريب وتقديم المشورة للقوّات الأفغانية. وسيشارك في هذه المهمّة الجديدة نحو 13 ألف جندي أجنبي سيعملون كمدرّبين ومستشارين للقوّات الأفغانية بدءً من مطلع شهر جانفي المقبل، خرج وزير الدفاع الأمريكي يقول في كابول إن الولايات المتّحدة تدرس إبطاء معدل انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان. ولم يتمّ تحقيق الأهداف المزعومة التي أتوا من أجلها وهي تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد والقضاء على مجاهدي حركة طالبان وتنظيم القاعدة وإقامة انتخابات ديمقراطية نزيهة وحرّة وإقامة جيش أفغاني قادر على ضبط الأمور في البلاد سوى ما خلّفته قوّات الاحتلال من تدمير لمعظم مدن البلاد وقتل المئات من المدنيين وتدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية. وقال وزير الدفاع الأمريكي (آشتون كارتر) إن الولايات المتّحدة تدرس إمكانية إبطاء معدل انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان خلال العامين 2015 و2016، وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني أنه (لم يتمّ بعد اتّخاذ قرار في هذا الشأن، غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيبحث عدّة خيارات تتعلّق بإبطاء وتيرة انسحاب القوّات الأمريكية من أفغانستان خلال زيارة الرئيس غاني إلى واشنطن الشهر المقبل)، وأوضح أن (مباحثات الرئيسيين ستتناول أيضا مستقبل عمليات مكافحة الإرهاب في أفغانستان، حيث ما يزال يوجد بقايا لعناصر تنظيم القاعدة، كما أن هناك دلائل تشير إلى سعي تنظيم داعش لإيجاد منفذ في أفغانستان إلى جانب سورياوالعراق). وأشار كارتر إلى أن (تشكيل حكومة الوحدة الأفغانية الجديدة يعطي أملا في وجود شراكة فعّالة لدعم الاستقرار في البلاد)، وقال إن (هدف أوباما هو الحفاظ على التقدّم الذي أحرزته القوّات الأمريكية على مدى 13 عاما في أفغانستان، والذي أدّى الى الإطاحة بنظام طالبان، وحتى لا تصبح أفغانستان من جديد محطة لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد الولاياتالمتحدة). * قبل القرار كان كارتر قد اجتمع خلال زيارته لأفغانستان التي تعدّ الأولى من نوعها منذ توليه منصبه رسميا في الأسبوع الماضي مع القائد العسكري الأمريكي في أفغانستان الجنرال جون كامبل، والجنرال للويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية المشرفة على العمليات العسكرية في أفغانستان والشرق الأوسط. وكانت استراتيجية الانسحاب الحالية أثارت انتقادات حادة من الجمهوريين في الكونغرس، والذين يقولون إن المكاسب التي تحققت بشقّ الأنفس في مواجهة حركة (طالبان) قد تضيع بشكل كبير بنفس الطريقة التي عاد بها العنف الطائفي إلى العراق بعد الانسحاب الأمريكي. وأشار قائد القوّات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون كامبل إلى أنه يفضّل جعل الانسحاب أبطأ رغم أن تفاصيل الخيارات المحتملة قبل انتهاء ولاية أوباما ما تزال غير واضحة. وفي شهادة أمام مجلس الشيوخ هذا الشهر قبل تعيينه في منصبه أبدى كارتر استعداده لإعادة النظر في جدول انسحاب الجنود عند الضرورة. ومن المتّوقع أن يصبح عدد الجنود الأمريكيين العشرة آلاف نحو خمسة آلاف نهاية العام الحالي، أي قبل الانسحاب النهائي نهاية العام 2016 مع انتهاء الولاية الرئاسية لأوباما، لكن البيت الابيض عدّل وتيرة الانسحاب بسماحه ببقاء ألف أمريكي إضافي هذه السنة. وتتوالى الوعود الغربية تجاة القضية الافغانية حول الانسحاب مرّة تحت غطاء إنهم قضوا على الارهاب والبقاء مرة أخرى تحت غطاء القضاء على الإرهاب، لكن تبقي هذه الوعود مجرّد فقعات في الهواء ولا تجد طريقها أبدا نحو التنفيذ وفي كلّ مرّة تظهر حججا وأعذار واهية جديدة.