حثّت النقابة الوطنية المستقلة لعمال التربية والتكوين ”الساتاف” من مدراء المؤسسات التربوية باعتماد الحزم ومراقبة الأماكن الخفية في مؤسساتهم والتي غالبا ما تكون أماكن لتبادل الحبوب المهلوسة والسجائر، والتي اعتبرت من أهم الأسباب وراء تفش ظاهرة العنف المدرسي التي أخذت منعرج خطير يستدعى تدخل كل الأطراف الفاعلة في الأسرة التربوية بما فيها الحكومة. وطالبت النقابة على لسان رئيسها بوعلام عمورة من مدراء التربية أيضا وحرصا على حماية التلاميذ بضرورة اللباس المحترم داخل الثانويات والمتوسطات، وحماية التلاميذ من كل التصرفات السيئة التي تصدر عنهم عبر المراقبة الشديدة وعبر اليقظة، وهذا بعد أن أشار المتحدث عن تطور خطير لما يحدث من ظواهر في المؤسسات التربوية على رأسها العنف والذي أضحى موجها من المتعلم نحو المعلم في المؤسسات الكبرى الثانويات والمتوسطات. وقال عمورة ”أن الأستاذ فقد هيبته ومكانته بين الجيل بل وصار الاعتداء عليه من طرف المتعلم أسهل ما يكون في زمن صار فيه انتشار الحبوب المهلوسه بين الطلاب والتدخين أمرا متداولا..”، وهو ما تسبب في هجرة الأساتذة القدامى للقطاع موضحا ”أن أرقام التقاعد المبكر للأساتذة في ارتفاع مستمر والساحة التربوية تفقد أعمدة خبراتها، أولئك الرجال والنساء الذين بنو أجيال العقود الماضية فقدوا رغبة التدريس في زمن صاروا يجدون فيه أنفسهم مهددين من طرف نوبات عصبية لطلاب تذهب بعقولهم الحبوب المهلوسة من جهة ومن جهة أخرى الإهانات التي يتعرضون لها من طرف بعض الأولياء الذين يعترضون على تدخل الأستاذ بالتوجيه الأخلاقي لأبنائهم وبناتهم بحجة أنهم أحرار في اختياراتهم ولا دخل للأستاذ في ذلك متناسين أن دور الأستاذ التربية قبل التعليم..” وفي تحذير وجهه عمورة للأولياء وللوزارة الوصية قال ”أن ناقوس خطر يدق دون أن ينتبه إليه أحد.. وأن المدرسة الجزائرية تنزف في صمت جراء انسحاب الأساتذة ذو الخبرة والكفاءة، متسائلا ”المدرسة الجزائرية تتجه إلى أين؟” في المقابل أشار عمورة رئيس نقابة ”الساتاف” إلى الطرح النضالي للستاف يقوم على ثلاثية المعلم والمتعلم ومادة التعليم” نضال لا يسعى من أجل رفع القيمة المادية للأستاذ فحسب إنما من أجل راحته النفسية وشعوره بالأمان”، قائلا ”ونحن إذ نرى ناقوس الخطر يدق بشدة وضوءه الأحمر يشع نضع بعض الخطوط العريضة لمقترحات قد توقف بعض النزيف ومنها أن تجرى ندوات أخلاقية يقوم بها موجهون من علم النفس التربوي داخل المؤسسات التربوية لنشر الوعي بين صفوف المتعلمين. ولموجهة كل هذه المخاطر وجه رئيس نقابة ”الساتاف” نداء للأولياء وقال فيه ”نناشد الأولياء بضرورة التحدث عن المعلمين باحترام أمام أبنائهم ليزرعوا في قلوبهم حب المعلم وتقديره”، مضيفا ”نوصيهم بضرورة متابعة أبنائهم أخلاقيا وحمايتهم من شبح المخدرات وخطر الأنترنت. هذا وفي الأخير خاطب عمورة بوعلام المعلمين وأكد لهم ضرورة الصبر على أبناء الجيل ومعاملتهم بالحكمة والموعظة الحسنة.