توفي صباح البارحة الأديب المصري، جمال الغيطاني، عن عمر يناهز السبعين عاما، وهذا بعد تدهور حالته الصحية وصراعه مع المرض إثر إصابته بوعكة صحية أدخلته غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر، حسبما أعلنت زوجته الصحافية ماجدة الجندي لوسائل إعلام مصرية. وكتب جمال الغيطاني أول قصة قصيرة سنة 1959 بعنوان ”نهاية السكير”، ومجموعته القصصية ”أوراق شاب عاش منذ ألف عام”، وكتب الغيطاني ما يربو على خمسين قصة قصيرة، ليتجه بعدها إلى الكتابة الروائية. وينتمي الغيطاني إلى جيل من الروائيين وكتاب القصة المصريين الذين بزغوا بعد هزيمة عام 1967، مشكلين ”موجة جديدة” في السرد، كل يبحث عن طريق وهوية إبداعية، نذكر منهم إبراهيم أصلان وصنع الله إبراهيم وعبد الحكيم قاسم ويحيى الطاهر عبدالله. واجترح جمال الغيطاني لغة سردية ترفل ببذاخة لغة السلف، وعاد إلى التاريخ والتراث ينهل منه حكاياته، وتأثر كتاب الموجة الجديدة بهزيمة 1967 التي تركت بصماتها على أشياء كثيرة في الحياة العربية، ومنها الحياة الثقافية، حيث حاول البعض الانسلاخ عن إرثه الثقافي، لأنه رأى فيه بذور الجمود التي أدت للهزيمة، والبعض لجأ إلى هذا الإرث، متأملا في جمالياته ومستلهما منه مستقبلا مؤسسا على الجذور. وللإشارة، نذكر أهم مؤلفاته، ”التجليات”، ”الزيني بركات” الذي تحول إلى مسلسل تلفزيوني ناجح، ”الخطوط الفاصلة”، ”وقائع حارة الطبلاوي”، وأعمال قصصية وروائية أخرى حصل بها الغيطاني على أكثر من جائزة عربية ودولية، منها ”جائزة الدولة التشجيعية، مصر، 1980”، و”جائزة سلطان العويس، 1997” و”وسام الاستحقاق الفرنسي” و”جائزة الدولة التقديرية”. وترجمت بعض أعمال جمال الغيطاني إلى عدة لغات، منها الفرنسية والألمانية والإيطالية، ونشير أن الغيطاني من مواليد عام 1945، عمل في الصحافة، ورأس تحرير صحيفة أخبار الأدب.