ينتظر أن تكون نهاية السنة الجارية موعدا لتسليم جميع المشاريع التنموية الضخمة التي عرفت تأخرا فادحا في الإنجاز، على غرار مطار عنابة الجديد، المحطة البرية بحي أول ماي، المركز الرياضي الكرابس ببلدية سرايدي، ما يفسر وتيرة الأشغال التي تتم على قدم وساق من أجل احترام آخر موعد تسليم للسلطات الولائية. استهلكت المشاريع التنموية سالفة الذكر من خزينة ولاية عنابة ملايير الدينارات على فترات متعاقبة، نتيجة سوء تسييريها للعديد من السنوات. فمنذ انطلاقها غضون سنة 2006، تعاقبت مؤسسات الإنجاز الواحدة تلو الأخرى أجنبية كانت أو وطنية - تطلب ضخ أموال إضافية لإنهاء مراحل الإنجاز التي شهدت تماطلا حطم جميع الأرقام القياسية، على الرغم من الإنذارات الوزارية لوزراء مختلف القطاعات المعنية بالنقل والصحة على الخصوص لاحترام آجال التسليم لهذه المشاريع العمومية التي مازالت تراوح مكانها. ومع حلول السنة القادمة، سيتمكن سكان عنابة من الاستفادة من كبريات المشاريع التنموية التي استنزفت أموالا مهولة، كانت لتكون انطلاقة عديد المشاريع التنموية الأخرى، خصوصا عبر البلديات النائية التي مازالت تئن تحت وطأة التخلف على جميع الأصعدة، من نقل، سكن ريفي أو اجتماعيي بناء الهياكل التربوية والاجتماعية، وغيرها من المجالات التي مازال مواطنو هذه المناطق محرومين منها منذ سنوات. ومع الكشف عن قيمة الميزانية الجديدة لولاية عنابة التي شهدت انخفاضا عادل 200 مليون دينار عن السنة الفارطة، ينتظر أن تشهد ولاية عنابة جمودا غير مسبوق للمشاريع التنموية العمومية بسبب ترشيد النفقات المعلن عنها من الحكومة سالفا. وفي هذا السياق تجدر الإشارة أن عديد المقاولين والمستثمرتين كانوا قد أوقفوا أو ألغوا مئات المشاريع التي برمجت سابقا، في انتظار قرارات السلطات في ما يخص تلك التي تجاوزت نسبة الإنجاز بها 50 بالمائة، في انتظار وضع نقطة نهاية لمشاريع متأخرة قرابة 5 سنوات كاملة عن مدة إنجازها جراء تجاوزات خطيرة متعلقة بانعدام الرقابة والمتابعة في جل ورشات الإنجاز في ولاية عنابة، والتي انعكست بشكل سلبي على فترات التسليم من جهة وتسيير هذه المنشآت بعد إنهائها من جهة أخرى، على غرار مستشفى مرضى السرطان وما يعانيه من ندرة لليد العاملة الكفأة وفوضى التعيينات ومواعيد العلاج التي اصطدم بها مرضى ولاية عنابة، الذين اعتقدوا أن هذا الأخير هو نهاية رحلة العذاب التي كانت تقودهم إلى ولاية قسنطينة طلبا للعلاج الكيميائي أو النووي.