فالزائر لمدينة بونة سيلاحظ إقبالا الأطفال والشباب على السباحة في البرك والأودية التي تسببت في وفاة ثلاثة أشخاص منذ حلول فصل الصيف، خاصة بالبركة المائية على مستوى برحال، وذلك أمام عجز السلطات عن تسيير المنشآت والمسابح الأربعة الموزعة بعاصمة الولاية سيدي عمار، مدينة عنابة، وسرايدي، لتلقى كامل المسؤولية على المستأجرين الخواص الذين تسببوا في تدهور حال المرافق وغلق العديد منها أو تحويل نشاطها، حيث يسعى بعض المستأجرين لامتلاك هذه المنشآت بطريق التنازل عنها في إطار الاستثمار رغم أنها أنجزت فوق العشرات من الهكتارات وتزن الملايير من الدينارات في سوق العقار• والجدير بالذكر أن الصيف في عنابة، خاصة عندما تصل الحارة إلى رقم قياسي، مفتوح على السباحة في الوديان خاصة في المناطق النائية المحرومة من برامج التنمية، أمام نقص وسائل النقل، فيجد الأطفال المحرومون ضالتهم في البرك للتلطيف من حرارة أجسادهم النحيفة• والغريب في الأمر أن بلديات عنابة تفتقر إلى ما يسمى بمرافق وأندية الترفيه ومسابح، رغم أن هذه المنشآت الموسمية تعتبر ضرورية وأن جل البرامج التنموية تقر بإنشائها• وفي غياب مثل هذه المرافئ السياحية، تجد أطفالا في سن التمدرس صنعوا لأنفسهم مسابح وسط نوافير الشوارع العامة ويمارسون فيها السباحة أمام مرأى ومسمع السلطات التي أكدت على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات للحد من عدد الوفيات وضحايا البرك• مسابح عنابة تتحول إلى أوكار للرذيلة أضفى مشروع إنجاز مسبح الكرابس بسرايدي، والذي خصص له مبلغ مالي قدره 39 مليار سنتيم، قيمة جمالية لهذه المنطقة السياحية، لكن إهمال السلطات لهذا المسبح شبه الأولمبي والذي يصل إلى 25 مترا سوّد المشهد السياحي بعنابة، خاصة أن منشآته تعرضت للتدهور والاعتداءات والسطو من طرف عصابات مجهولة• وحسب مدير الشبيبة والرياضة، فإن الإهمال طال المسبح منذ سنة 1990 ولإعادة تهيئته تم اختيار مقاولات لإنجازه في مدة قصيرة، خاصة أن أطفال سرايدي يحلمون بهذا الإنجاز للترويح عن أنفسهم وكسر الرتابة السنوية• أما المسبح الأولمبي بمدينة عنابة، والذي استنزف الملايير، فمازالت الأشغال به لم تصل 10 % رغم مرور 20 سنة على إدراجه ضمن أولويات مشاريع التنمية بالولاية• ويعتبر هذا المسبح، الذي يتكون من حوض طوله 50 مترا ومدرج بطاقة استيعاب فاقت 600 مقعد و8 أروقة و12 مرشة وغرفة لتغيير الملابس إلى جانب لواحق أخرى، منها قاعة للصحافة وفضاءات للتمرينات، مكسبا تنمويا بإمكانه تفعيل الطاقات الإبداعية، خاصة في وسط الأطفال الذين يخاطرون بحياتهم في المستنقعات• والجدير بالذكر أن هذا المسبح يعتبر فضاء لممارسة الرذيلة خلال أيام الصيف الطويلة، وقد خصص لهذا المرفأ عند العملية الأولى لإنجازه 33 مليار سنتيم• وفي سياق متصل استفادت سيدي عمار من مشروع مسبح شبه أولمبي طوله 25 مترا وخصص له 18 مليار سنتيم، وهو في مرحلة الإعلان عن مناقصات وطنية ودولية للانطلاق في إنجازه• أما مسبح ''طاباكوب'' فلايزال مغلقا نظرا لتعقيدات إدارية لم يفصح عنها مدير الشباب والرياضة، الذي قال إن هذا المسبح بإمكانه أن يعزز السباحة بالولاية، خاصة أنه يستعمل لرياضة الغطس، و طول حوضه 25 مترا• وعليه تبقى حظيرة ولاية عنابة من ناحية المنشآت الترفيهية فقيرة جدا• يحدث هذا في وقت يهلك فيه الأطفال تباعا والسلطات تتفرج، ومهامها تتوقف عند الوعود بإنجاز مشاريع لمسابح جوارية بالقرى والمداشر•