تشارك الجزائر كعضو مراقب في القمة الأوروبية الإفريقية بمالطا، التي تجمع قادة نحو 60 بلدا من القارتين، للتصدي للأسباب العميقة التي تدفع عددا كبيرا من الأفارقة إلى البحث عن مستقبل أفضل لهم في أوروبا، مجازفين بحياتهم أثناء عبورهم المتوسط مستقلين قوارب الموت. وستلتئم القمة الأوروبية الإفريقية على مدار يومي الأربعاء والخميس القادمين، أين تحث البلدان الإفريقية على ”إعادة قبول” المزيد من رعاياها على أراضيها مع مساعدات مالية وأيضا لوجستية، وخطط لإعادة الاندماج، وهي الاستراتيجية الجديدة ستعرض خلال القمة التي تعقد في العاصمة المالطية، فاليتا، لكن الأمر بحسب المراقبين، لن يكون سهلا في ظل الخلافات العميقة بين القارتين بشأن هذه الأزمة، حيث قال دبلوماسي أوروبي، لم تذكر هويته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه ”بالرغم من التركيز حاليا على سوريا، فإن قمة فاليتا تبقى هامة جدا بالنسبة للعواصم الأوروبية، لأنها تعنى بمشكلة الهجرة على المدى الطويل، وليست الظرفية”. ويعد الأوروبيون بمساعدة القارة على مواجهة حركات النزوح الداخلي، من خلال مساعدة بلدان مثل السودان وإثيوبيا والكاميرون، التي تستقبل أعدادا كبرى من المهاجرين، حيث من المنتظر أن يتم الإعلان لتمويل كل هذه المشاريع، عن صندوق ائتماني لإفريقيا تتولى إقامته المفوضية الأوروبية، وتسهم فيه الهيئة التنفيذية الأوروبية ب1.8 مليون أورو، لبلوغ 10 ملايين أورو. وسيطرح المجتمعون قضية وضع إجراءات ضد وصول العديد من المهاجرين بشكل قانوني، في إشارة إلى الحاملين لتأشيرات سياحية لكنهم لا يعودوا إلى بلدانهم. وتسعى أوروبا إلى إقناع دول شمال إفريقيا، بالانخراط بشكل رسمي في المرحلة الثانية من العملية العسكرية ”يونافور ميد” الرامية إلى تضييق الخناق على المهربين في المتوسط، بعد اكتمال المرحلة الأولى بجمع معلومات حول شبكات التهريب، بيد أن الجزائر رفضت الانضمام إلى العملية التي تعد تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة ليبيا.