تحو”لت العاصمة البلجيكية بروكسل إلى مدينة أشباح، بعد أن قررت السلطات الإبقاء على حالة التأهب بها في حالتها القصوى. كما خلت الشوارع والطرقات من المارة، ولم يتوجه إلا عدد قليل من الموظفين إلى عملهم في المدينة التي تؤوي مقر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وقال رئيس الوزراء شارل ميشال ”ما نخشاه هو هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس بمشاركة عدد كبير من الأفراد وهجمات في عدة أماكن” أهدافها ”أماكن مزدحمة”. وأوقفت قوات الأمن البلجيكية مساء الأحد 16 شخصا في إطار عمليات دهم في عدة أحياء في بروكسل بحثا عن جهاديين وأسلحة، إلا أنها لم تعثر على متفجرات أو أسلح، كما لم تتوصل إلى تقفي آثر المشتبه به الرئيسي في التحقيق في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام، الذي يعتقد أنه هرب إلى ألمانيا. وصرح الناطق باسم الادعاء العام إريك فان در سيبت أن قوات الأمن نفذت 19 دهما مساء الأحد تم في أعقابها ”توقيف 16 شخصا”، ولكن ”لم يتم العثور خلال المداهمات على المدعو صلاح عبد السلام” المختفي منذ تسعة أيام، والذي تؤكد السلطات أنه شارك في تنفيذ اعتداءات باريس. وأشار في بيان تلاه على الصحافيين أن قاضي التحقيق سيقرر الاثنين ما إذا كان سيفرج عن الموقوفين أو سيمدد فترة احتجازهم. وكانت السلطات البلجيكية رفعت، السبت الماضي، مستوى ”الإنذار الإرهابي” في بروكسل إلى الدرجة الرابعة القصوى، مع الإبقاء على الإنذار عبر سائر أنحاء البلاد عند الدرجة الثالثة. وقالت هيئة التنسيق لتحليل التهديدات بوزارة الداخلية، إن التحليلات كشفت عن وجود خطر إرهابي ”جدي ووشيك” يتطلب إجراءات أمنية محددة. وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية الكندية إغلاق سفارتها في العاصمة البلجيكية بروكسل بشكل مؤقت. وفي تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر”، مساء الأحد، عزت الوزارة قرارها إلى ارتفاع مستوى التهديدات الأمنية في بروكسل، لافتة إلى أن ”سفارتها ستنظر في الطلبات العاجلة فقط”. كما دعت الخارجية عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي ”تويتر”، صباح أمس، مواطنيها في بلجيكا إلى توخي الحيطة والحذر.