حالة تأهب قصوى في بلجيكا بعد تهديد بهجمات إرهابية يرى خبراء غربيون أن هجمات 13 نوفمبر في باريس قد تشكل بداية لموجة من العمليات ينفذها تنظيم "داعش" في دول التحالف الدولي الذي يحاربه في سورياوالعراق. ويضيف هؤلاء أن الضربات الجوية التي تستهدف منشآت التنظيم في مناطق سيطرته كان لها أثر بسيط على قدراته ولم تمس قياداته الذين تمكنوا من الاختباء، داعين إلى تكثيف الحملة الجوية إذا أراد التحالف حقا إضعاف التنظيم. وقال أستاذ العلوم السياسية في باريس جان بيير فيليو إن "داعش" يعمل في الوقت نفسه على ترسيخ سيطرته على الأراضي التي احتلها وعلى التوسع على المستوى الدولي. وكتبت نشرة "إنتلجنس أونلاين" أن عددا من أجهزة الاستخبارات العربية نقلت معلومات إلى نظيراتها الأوروبية تفيد بأن تنظيم"داعش" يستهدف ست عواصم هي باريس ولندن وموسكو والقاهرة والرياض وبيروت. وأضافت النشرة أنه خلال اجتماع على أعلى مستوى في جوان في مدينة الموصل "شمالي العراق"، كلف التنظيم امرأة بشن هذه الهجمات. وفي عددها الثاني عشر الذي حمل عنوان "الرعب فقط"، تحت صورة رجال الإطفاء الباريسيين، أشادت مجلة دابق -التي يصدرها التنظيم بالإنجليزية- "بالفرسان الثمانية الذين أركعوا باريس" وتوعدت بأن هجمات باريس ليست سوى البداية. وفي فيديو جديد بعنوان "باريس قبل روما"، صور في العراق توعد عنصران -لم تكشف هويتهما- بشن هجمات جديدة، وهددوا بدك صروح فرنسا "الصليبية"، وقالوا "لقد بدأنا بك وسننتهي في البيت الأبيض الذي ستحوله نيراننا إلى سواد". ولم يبدأ التحالف الدولي بعد بتكثيف ضرباته الجوية رغم ما وعدت به واشنطن قبل أسابيع. وفي بداية الأسبوع أعلنت باريس وموسكو تكثيف الغارات ضد مواقع التنظيم ولكن فاعلية هذه الضربات تبقى نسبية. من ناحية أخرى، قال رئيس الحكومة البلجيكية شارل ميشيل إن سلطات بلاده قررت رفع مستوى التأهب إلى أعلى مستوى بعد أن وصلتها معلومات تفيد بأن مجموعة من الأشخاص يخططون لتنفيذ هجمات "إرهابية" في عدة أماكن بالعاصمة بروكسل خاصة المراكز التجارية ومحطات النقل العمومي. ويأتي ذلك بينما اتخذت السلطات البلجيكية إجراءات مشددة منها إغلاق محطة مترو الأنفاق، فضلا عن إلغاء حفل موسيقي كبير. كما بيّن ميشيل أن رفع مستوى الإنذار مرتبط بخطر هجوم بأسلحة ومتفجرات، مشيرا إلى أن حكومته ستراجع الوضع الأمني بعد ظهر غد الأحد. ورفض رئيس الوزراء البلجيكي ذكر سبب رفع السلطات لمستوى التأهب في البلاد وإغلاق كل محطات مترو الأنفاق وإلغاء مباريات كرة القدم في مطلع الأسبوع ومطالبة المواطنين بتفادي الأماكن العامة المزدحمة. وترأس ميشيل اليوم، اجتماعا لمجلس الأمن القومي، وقال عند وصوله الاجتماع إن "التهديد كاف للانتقال إلى مستوى الإنذار الرابع وعلينا الآن اتخاذ إجراءات". ومن جهته قال وزير الخارجية ديدييه رينديرز إن "لدينا عناصر كافية لنقدر أن التهديد محدد ووشيك". وقد رُفع مستوى التهديد للعاصمة البلجيكية إلى المستوى الرابع، في حين رُفعت حالة التأهب في باقي البلاد كلها إلى المستوى الثالث من أربعة مستويات. وبيّنت "هيئة التنسيق لتحليل التهديدات" التابعة لوزارة الداخلية في بيان أنه "على ضوء تقييمنا الأخير.. تقرر رفع مستوى الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل إلى الدرجة الرابعة، مما يعني أن هناك تهديدا جدّيا جدا"، في حين "يبقى مستوى الإنذار في سائر أنحاء البلاد عند الدرجة الثالثة". وأضاف البيان أن "التحليلات تظهر وجود خطر جدي ووشيك يتطلب إجراءات أمنية محددة إضافة إلى إرشادات تفصيلية للسكان". ودعت الهيئة سكان العاصمة إلى تجنب "الأماكن المكتظة" مثل "الحفلات الموسيقية والمناسبات الكبرى ومحطات الحافلات والمطارات ووسائل النقل المشترك" والمتاجر الكبرى التي يرتادها المتسوقون بأعداد كبيرة. كما ناشدت الهيئة سكان بروكسل التعاون لتسهيل إجراءات المراقبة والتفتيش. كما أعلنت شرطة النقل البلجيكية العامة إغلاق كل محطات قطار الأنفاق في بروكسل اليوم، بعدما رفعت السلطات حالة الإنذار إلى الدرجة القصوى بسبب "تهديد إرهابي وشيك".