عرض الفيلم الوثائقي ”المطلوبون” المرشح لجائزة الأوسكار للمخرج الفلسطيني عامر شوملي والمخرج الكندي بول كاون، بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. ويتناول الفيلم قصة حقيقية من فترة الانتفاضة الأولى عن أحد أساليب المقاومة الشعبية والعصيان المدني التي استخدمها الشعب الفلسطيني ونفّذت تحديدا في مدينة بيت ساحور. ولا يتحدث الفيلم ”المطلوبون ال 18” في العموميات إنما يأخذ المخرجان قصة مدهشة بحق تتمثل بشراء أهالي البلدة ل 18 بقرة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي إنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته المختلفة ومقاطعة الشركة الإسرائيلية المصنعة للحليب ”تنوفا”، وإنشاء اقتصاد مستقل بهم، لتتحول هذه البقرات إلى خطر أمني يهدد الاحتلال فيطاردهن، وتتحول البقرات ، وبطريقة كوميدية ساخرة، لمطلوبات للاحتلال الإسرائيلي. ، يقول الضابط الإسرائيلي: ”هذه البقرات تشكل خطرا على أمن دولة إسرائيل” بعد أن صارت تخاف من تحول ” بيت ساحور لنموذج نضالي يحتذى به من باقي البلدات. ويتنقل الفيلم بين المناضلين الفلسطينيين والأبقار والشخصيات من الجيش الإسرائيلي وعبر أكثر من وسيلة فنية بما فيها الرسوم المتحركة تصيغ تفاصيل هذه الحكاية الشعبية ، وصولا إلى نهاية المطاردة المأساوية. وبعد نفوق عدد كبير من البقرات خلال سنوات يتم نقل البقية عبر شاحنة للذبح، لكن بقرة تقوم بدفع ابنتها خارج الشاحنة لتركض بعيدا رافضة هذا المصير المأساوي . قدمت قصة الفيلم عبر الفنتازيا وبأسلوبية ذكية وحرفية مختلفة من حيث الإشارات والدلالات التي تحملها وتعبر عن حلم أكبر للفلسطينيين يتجاوز المطالب المعيشية الى أمل بالتحرر والدولة المستقلة .. استغرق عمل الفيلم ما يقارب خمس سنوات، وشارك الشوملي في إنتاجه المخرج الكندي بول كاون الذي ارتبط اسمه بالعديد من الجوائز المهمة، منها ”الأوسكار” عن فيلم ”فلامنكو”. يقول الشوملي: ”واجه الفيلم مجموعة صعوبات، كان من أبرزها موضوع البحث، والحصول على الأرشيف الذي رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي السماح بالاطلاع عليه، علاوة على المشكلة المالية والتكلفة المرتفعة، حيث بلغت تكلفة الفيلم قرابة مليون و200 ألف دولار”.