افتتحت، سهرة يوم السبت، أيام الفيلم الأردني بالجزائر العاصمة، بعرض للفيلم الوثائقي ”حبيبي بيستناني عند البحر”، للمخرجة الأردنية الفلسطينية ”ميس دروزة”، والتي رصدت خلاله واقع الفرد الفلسطيني المتعطش للحرية، وكذا مدى رغبته في الانعتاق من سياسة التنكيل التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت المخرجة بلمسة شاعرية على مدى 80 دقيقة، في هذا العمل السينمائي الذي أرادته تكريما للفنان الفلسطيني ”حسن حوراني”، صوت الفلسطينيين الذين يصرخون في صمت ويعيشون على وقع حصار الاحتلال الصهيوني، الذي يمارس شتى الأساليب الغاشمة، والتي تتمثل في تشديد الخناق عليهم ومنعهم من استنشاق الحرية، فتجتمع المخرجة في الوثائقي بين آلامهم وصرخاتهم، بطريقة يمتزج فيها الخيال بالواقع المرير تحت سماء واحدة بأحلام مشتركة. وتنطلق قصة الفيلم الوثائقي من رحلة عودة المخرجة ”ميس دروزة”، لأول مرة إلى وطنها فلسطين للالتحاق بحبيبها الفنان الفلسطيني ”حسن حوراني”، الذي لم تلقه أبدا، مقتفية آثاره في الشعر والرسم وملامح الفلسطينيين الذين حاورتهم في كل محطة مرت بها من مخيمات اللاجئين بدمشق مرورا بأحياء القدس العتيقة إلى يافا، وكأن المخرجة لامست عبر ملامح كل فلسطيني قابلته روح الفنان التشكيلي حسن حوراني، الذي ارتقى بفنه ومخيلته كاسرا قيود الاحتلال، كما كانت فرصة لها لتكتشف المكان المتمثل في ”فلسطين”، لتخلق لنفسها ذكريات تلجأ إليها في عالمها الخاص. وأنجز حوراني، قبيل وفاته غرقا في بحر يافا الممنوع بحكم الاحتلال سنة عام 2003، كتاب ”حسن في كل مكان”، وهو كتاب رسم وشعر للأطفال. ويعد فيلم ”حبيبي بيستناني عند البحر”، أول فيلم وثائقي طويل للمخرجة ”ميس دروزة”، الذي أنتجته سنة 2013، وقد بدأت ميس دروزة مشوارها الفني كمخرجة أفلام مستقلة بإخراجها لأفلام تجريبية قصيرة، من بينها فيلم ”لم تكن حكاية زيتون” وفيلم ”الدمية البشرية”، بالإضافة إلى فيلم ”بعدني أنتظر” و فيلم ”رحلة عائشة”. للإشارة اختير فيلم ”حبيبي بيستناني عند البحر”، للعرض الأولي في مهرجان تورنتو الدولي للأفلام في 2013، ليشارك بعدها في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، منها مهرجان دبي ومهرجان الإسماعيلية بمصر. وقد غاب خلال اليوم الافتتاحي لأيام الفيلم الأردني، الوفد السينمائي الأردني، الذي كان من المقرر أن يحضر خلال هذه الفعالية. كما سيتم خلال أيام الفيلم الاردني بالجزائر عرض ستة أفلام، لتدوم الفعالية الى غاية 12 جانفي بسينيماتيك الجزائر، من بينها فيلمين طويلين وأربعة أفلام قصيرة، تحت عناوين ”صباح بارد في نوفمبر” للمخرج ”روبرت عبود” الحائز على جائزة لجنة التحكيم ضمن ”مسابقة الأفلام الأردنية القصيرة”، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي القصير ”فندق الزعتري” للمخرجين الشابين ”ميس سالم” و”زيد بقاعين”. ويذكر أن هذه الأيام السينمائية تأتي ضمن التعاون بين الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي والهيئة الملكية الأردنية للأفلام، اللتين دأبتا على تبادل الأيام السينمائية للتعريف بآخر الإنتاجات السينمائية للبلدين في السنوات الأخيرة.