حاز فيلم "عمر" من فلسطين على جائزة التانيت الذهبي لأفضل فيلم في مهرجان "قرطاج"، كما فاز بتانيت الجمهور الذهبي وبالتانيت الذهبي من لجنة التحكيم الخاصة بالشباب، وبجائزة أفضل سيناريو. وقد تنافس للفوز بجوائز المهرجان 15 فيلما من بلدان عربية وافريقية، قيمتها لجنة تحكيم المهرجان التونسي التي ترأسها الممثل الأمريكي الهوليوودي داني غلوفر، وتشكلت عضويتها من الممثلة المصرية منة شلبي، والمخرجة التونسية سلمى بكار، والمخرج السينغالي موسى توري، والمخرج الجزائري نذير مقناش، والمغنية اللبنانية ريم خشيش. وشارك في المنافسة على جائزة المهرجان الأولى عدة أفلام، أبرزها فيلم "ديكور" للمخرج المصري أحمد عبد الله، وفيلم "لوبيا حمراء" للمخرجة الجزائرية ناريمان ماري، وفيلم "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، وفيلم "وهم الكلاب" للمخرج المغربي هشام العسري، بالإضافة إلى الفيلم الموريتاني "تمبكتو" للمخرج عبد الرحمن سيساكو الذي افتتح المهرجان. أما التانيت الفضي فكان من نصيب الفيلم المغربي "وهم الكلاب" للمخرج هشام العسري، فيما فاز المخرج العراقي هشام زمان بالتانيت البرونزي عن فيلمه "قبل تساقط الثلوج"، الذي فاز كذلك بجائزة أفضل ممثلة، حصلت عليها سوزان الير. الجدير بالذكر أن فيلم "عمر" يوصف بين النقاد بأنه عمل سينمائي فلسطيني بامتياز، إذ تم تصويره بكادر فلسطيني على جانبيّ الكاميرا وفي الأراضي المحتلة، وبتمويل فلسطيني بلغت نسبته 95%. يتناول الفيلم لمخرجه هاني أبو أسعد معاناة وهموم الفلسطينيين في ظروف الاحتلال من خلال حالات إنسانية كالحب والصداقة والخيانة، وذلك في ظل احتلال إسرائيلي حاضر دائما في كل تفاصيل حياة فلسطينييالضفة الغربية. وبجائزة التانيت الذهبي للدورة ال 25 من مهرجان "قرطاج" التي تبلغ قيمتها ألف دولار، يحقق هذا الفيلم نجاحا جديدا يُضاف إلى سلسلة نجاحاته، ومنها تمثيله فلسطين في المنافسة على أوسكار 2014 كأفضل فيلم أجنبي. كما حصلت فلسطين على جائزة التانيت الذهبي في فئة الافلام الوثائقية وذلك عن فيلم "المطلوبون ال 18" لمخرجيه عامر شوملي وبول كوان، وحصل على التانيت الفضي المخرج ديودو حمادي من الكونغو الديمقراطية عن فيلمه "امتحان وطني"، بينما فازت تونس بالتانيت البرونزي عن فيلم "جمل بروطة" للمخرج حمزة عوني. ترأس لجنة التحكيم للأفلام الوثائقية الصحفي اللبناني إيلي ابي صعب، ودخلت في عضويتها المخرجة اليمنية خديجة السلامي. تدور أحداث فيلم "المطلوبون ال 18" في إطار وثائقي كرتوني ساخر، تتمحور حول أحداث واقعية في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، حين قرر فلسطينيو مدينة بيت ساحور الاعتماد على أنفسهم في تزويد مدينتهم بالحليب ومشتقاته، فاشتروا لذلك 18 بقرة تظهر في الفيلم برسوم متحركة، أبرزها البقرة "روت" التي لا تحب الفلسطينيين كثيرا وترى أنهم يفضلون التمرد على العمل، و"لولا"، أصغرها وأكثرها إثارة ومن المعجبات بمادونا. أثارت هذه التجربة رد فعل لدى الحاكم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية، حتى أنه أمر بالتخلي عن البقرات ال 18، مشددا على أن هذه الحيوانات تشكل تهديدا على الأمن القومي الإسرائيلي، كما جاء على لسان أحد المشاركين في هذا الفيلم، الذي يستعرض مغامرات أهالي المدينة في إخفاء البقرات ال 18 عن أعين الجنود الإسرائيلين الذين كانوا يتربصون بها.