* لوبان تتقدم على مستوى الأرياف ظهرت الجالية الجزائرية في فرنسا مشتتة الصفوف في الانتخابات الفرنسية التي جرى الدور الأول منها أمس، ومرد ذلك مساندة عميد مسجد باريس، دليل بوبكر، لمرشح ضد الجزائريين، فيما طلق البعض الآخر الحزب الاشتراكي بالنظر للمعاملة التمييزية التي انتهجها هولاند مع الجزائريين مقارنة بالمغاربة بعد فوزه، بينما اختار آخرون دعم مرشحين بشروط واضحة. شهدت فرنسا الدور الأول من الانتخابات المحلية التي تعتبر حاسمة ومصيرية في رسم الطريق نحو قصر الإليزي، حيث تسابق 1757 مترشح من مختلف الأطياف السياسية، من أقصى اليسار إلى اليسار المعتدل، إلى اليمين ممثلا في الجبهة الشعبية إلى اليمين المتطرف ممثلا في الجبهة الوطنية التي تترأسها مارين لوبان. وقد ساهم الموقف الذي اختاره عميد مسجد باريس، في دعم مرشح الجبهة الشعبية عن منطقة نيس، في رفض العديد من أبناء الجالية السير في هذا الاختيار، خاصة وأن مرشح رئيس بلدية نيس، سبق وأن أهان الجزائريين في مناسبات عديدة وعبر عن رفضه للإسلام بفرنسا. ورغم الملاحظات التي وجهت إلى عميد مسجد باريس بالعدول عن هذا الخيار وضرورة مراجعته، غير أنه تمسك بدعمه، خاصة وأنه يعتمد في تعويض استقالة عدد كبير من الجزائريين، على المغاربة الذين يمثلون الأغلبية في هياكل مسجد باريس. من جهة أخرى، يسير مستشار مسجد باريس، عبد الرحمان دحمان، نحو دعم ألان جوبي، المنتمي لحزب الجبهة الشعبية أيضا، ويبرر هذا الاختيار بالشروط التي وضعها لمساندته، مضيفا أن ”خصوصية الانتخابات تفرض علينا الحديث عن مصالح الجزائريين الذين يمثلون أغلبية”، وواصل بأنه رفض دعم الاشتراكيين لأن فرانسوا هولاند أعطى أفضلية للمغاربة مقابل الجزائريين في تشكيل حكومته، حيث منح مقعدين للمغاربة، أهمها وزارة التربية التي تترأسها نجاة فاليو بلقاسم، التي بدورها توظف عدد كبير من المغاربة بالوزارة، و”نحن أيضا نبحث عن مصالح الجزائريين ومكاسبهم، لهذا اخترت ألان جوبي، ومن ورائي 25 جمعية، وهو شخصية تحمل الفكر الديغولي وتنظر للجزائريين كشريك”. وفي ذات السياق، صوت نيكولا ساركوزي، في حدود الساعة 12، بالمقاطعة ال16، بباريس، بثانوية ”لافونتان”، حيث تم التقاط صور مع المواطنين رفقة زوجته كارلا، التي رافقته لمكتب الاقتراع، وقبله صوت مانويل فالس، الوزير الأول، والرئيس الفرنسي هولاند، في مقاطعاتهم الإدارية. وصوت الطلبة والعمال الجزائريون بشكل كبير على مرشحي الحزب الاشتراكي، لأنهم يرون أنهم الأفضل والأحسن، وهم من يدافعون عنهم من الهجمات العنصرية. أما على مستوى الأرياف فقد ساند المواطنون الفرنسيون بكثرة، حسب ما كشفت عنه وسائل إعلام محلية، مرشحي حزب الجبهة، لاعتقادهم أن مارين لوبان، تدافع عن مصالحهم من الغزو والشروط القاسية التي وضعها الانفتاح على الاتحاد الأوروبي، وما تبعها من فقدان مناصب الشغل، كما أن الأرياف الفرنسية تفضل لوبان، لأنها لم تنخرط يوما في الحروب التي تقودها فرنسا بإفريقيا وسوريا، ويعتبرون أن الإرهاب الذي تشهده فرنسا اليوم، هو ثمار سياسة الحزبين الاشتراكي والجبهة الشعبية. وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت تقدما كبيرا لحزب لوبان بفرنسا، وقد بلغت نسبة الاقتراع حتى منتصف النهار، نسبة 16 بالمائة.