اتهمت منظمة العفو الدولية ”آمنستي” في تقرير جديد لها التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن بقصف المدارس وحرمان آلاف الأطفال من التعليم، وهو يشكل خرق صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان. وطالبت المنظمة، ”كل الدول التي تدعم التحالف الذي تقوده السعودية، ومن بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا بوقف إمدادات وصفقات الأسلحة التي تستخدم في خرق القانون الدولي”. وفي تقرير بعنوان ”أطفالنا يقصفون”، قالت المنظمة إنها حققت في خمس غارات جوية استهدفت مدارس ما بين شهري أوت وأكتوبر وقتل فيها 5 مدنيين وأصيب 14 آخرون من بينهم 4 أطفال. وأضاف التقرير، إنه في بعض الحالات ”تعرضت مدارس للقصف أكثر من مرة في إشارة إلى استهدافها عن قصد، وأن تلك المدارس كانت خاوية عندما تعرضت للقصف لكن الغارات ألحقت أضرارا بالغة بالبنايات وعطلت نحو 6500 تلميذ عن الدراسة في مدن الحديدة وصنعاء. وذكَّرت المنظمة الحقوقية بأن دول التحالف تستخدم في هذه الغارات اسلحة اميركية وبريطانية الصنع، طالبت كل الدول ب”تعليق كل عمليات تسليم الاسلحة” التي تستخدم في ارتكاب ”جرائم حرب”. ولم تجد أمنستي أي دلائل على استخدام المدارس في أغراض عسكرية مما يبرر قصفها. وقالت لما فقيه، المستشارة بمنظمة العفو الدولية إن ”المدارس تعتبر مراكز لتجمع المدنيين وتوفر ملجأ آمن للأطفال”. وتقود المملكة السعودية، منذ مارس الماضي، تحالفا ضد الحوثيين في اليمن وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، لدعم ما أسمته قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والرئيس عبد ربه منصور هادي. وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها المنظمة الدولية السعودية وحلفاءها بخرق القانون الدولي وقتل المدنيين في اليمن، وهي الاتهامات التي تنفيها الرياض. وقال تقرير المنظمة في أوت المنصرم، إن الهجمات الجوية بزعامة السعودية خلّفت ”سلسلة دامية من الضحايا المدنيين”، وإنّ ”جميع الأطراف قد تكون ارتكبت جرائم حرب”. حقق تقرير من 30 صفحة في ثمانية من هجمات التحالف في شهري جوان وجويلية الماضيين، قتل فيها 141 شخصا، معظمهم نساء وأطفال. وأفاد التقرير أنه يكشف نسقا من الغارات يستهدف المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وفي معظم الحالات، لم يمكن تحديد وجود أي هدف عسكري قريب. وبحسب ارقام الاممالمتحدة، ادى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من 5700 شخص وجرح قرابة 27 ألفا منذ مارس الماضي، منهم قرابة 2700 قتيل وأكثر من 5300 جريح من المدنيين.