كشفت منظمة العفو الدولية في تقرير لها هذا الشهر أن حملة التحالف أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين بصورة يمكن أن ترقى لمستوى جرائم حرب، وقتل أكثر من 4300 شخص في الحرب المندلعة في اليمن منذ خمسة أشهر. قتل 33 عنصرا من ميليشيا ”الحوثي” وحلفائها الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأصيب 25 آخرون، في مواجهات خلال الساعات ال24 الماضية مع الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في مناطق وادي الضباب والكمب وثعبات ومحيط قصر صالح، في محافظة تعز. كشف مصدر في المقاومة الشعبية، وفق ”وكالة الأنباء اليمنية”، أن ”أبطال المقاومة أفشلوا هجمات الميليشيا المتكررة لاستعادة منطقة ثعبات ومنزل المخلوع في حي الجحملية في تعز”، موضحا أن الميليشيا ”استخدمت خلال هجماتها أنواعا مختلفة من الأسلحة، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ”، وأشار إلى أن ”أبطال المقاومة، تصدوا أيضا لهجوم شنته الميليشيا غربي المدينة، في محاولة لاختراق جبهتي حيي الدحي والمرور”، وكان سكان في تعز أشاروا إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجروح في قصف ”حوثي” عشوائي بالصواريخ والمدفعية على أحياء سكنية في تعز فجر اليوم. ووفقا لمصادر محلية من موقع الغارة في حجة، فقد تم انتشال 36 جثة تعود لعمال مدنيين يعملون في مصنع للتعبئة، في حين نفى المتحدث باسم التحالف العربي بقيادة السعودية أحمد عسيري أن تكون الغارة قد استهدفت موقعا مدنيا، وقال إنه موقع يستخدمه الحوثيون لتجهيز عبوات ناسفة بدائية الصنع وتدريب مهاجرين أفارقة أجبروا على حمل السلاح، مضيفا أن التحالف حصل على معلومات دقيقة عن هذا الموقع وقصفه، مشيرا إلى أنه ليس مصنع تعبئة، واتهم المتحدث الحوثيين باستخدام مهاجرين أفارقة كوقود للحرب في العمليات الخطرة على الحدود، وكان هؤلاء المهاجرون قد حوصروا في اليمن بعد وصولهم بحرا قبل نشوب الحرب على أمل عبور الحدود إلى السعودية والعثور على عمل في المملكة المنتجة للنفط. في الوقت ذاته كشف عسيري أن القوات السعودية نفذت عمليات توغل محدودة متكررة عبر الحدود مع اليمن، ردا على هجمات من قبل الحوثيين وحلفائهم، ارتفعت وتيرتها في الفترة الأخيرة على مواقع حدودية سعودية منذ أن استعادت القوات المدعومة من التحالف مدينة عدن الشهر الماضي وتقدمت شمالا. وقلل المتحدث باسم قوات التحالف من أهمية هذه التحركات البرية، مشيرا إلى أنه ليس في النية التوغل في أراضي اليمن عبر الحدود، وأن هذه العمليات تهدف فقط للبحث عن مخابئ للحوثيين في الجبال والكهوف القريبة من الحدود مع السعودية وتطهيرها ثم عودة القوات إلى قواعدها، ومنذ بدء التحالف غاراته الجوية على اليمن أدى القصف والقتال والهجمات الصاروخية التي نفذها الحوثيون على الحدود السعودية إلى مقتل أكثر من 12 من الجنود السعوديين وقوات حرس الحدود، فيما كبدت طائرات التحالف قوات الحوثي المئات من القتلى والجرحى. وقالت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها هذا الشهر، أن حملة التحالف أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين بصورة يمكن أن ترقى لمستوى جرائم حرب، وقتل أكثر من 4300 شخص في الحرب المندلعة في اليمن منذ خمسة أشهر.