يبدو أن الجميع مقتنع حاليا أن فريق اتحاد العاصمة لن يفرط في أي شيء هذا الموسم بدليل ما يحققه في البطولة وتجاوزه لمختلف الأندية رغم الهواجس التي وقفت ضده مؤخرا بسبب البرمجة والإصابات الكثيرة. سوسطارة والتي تفادت السقوط الموسم الماضي في آخر جولة ردت على المشككين بتأهلها لنهائي رابطة أبطال إفريقيا الذي شاء وأن يختار تيبي مازمبي ليعانقه ما جعل الكل يتنبأ بانهيار معنويات أشبال المدرب حمدي بهذا الظرف وانعكاسه على البطولة إلا أن التحدي كان شعار النادي العاصمي الذي واصل المسيرة دون خطأ بدليل تفوقه أول أمس خارج ميدانه أمام دفاع تاجنانت بأداء راقي وأسلوب لعب جعلهم محل ثناء خاصة لسلسلة نتائج ايجابية وصلت لحد الآن إلى 13 لقاء دون هزيمة متربعين بذلك على عرش الريادة بفارق وصل إلى عشر نقاط كاملة عن أقرب ملاحقيهم شباب بلوزداد ومباراة ناقصة ضد مولودية الجزائر ستلعب يوم 22 ديسمبر القادم بملعب 5 جويلية الأولمبي وهي الفرصة التي يتطلع من خلالها رفقاء مفتاح لتوسيع الفارق أكثر ووتكرار سيناريو موسم اللقب الذي انتهي بفارق 13 نقطة عن وفاق سطيف. لم تذق طعم الخسارة منذ لقاء النصرية بداية الموسم كانت سيئة للاتحاد أين انهزم في الداربي العاصمي أمام نصر حسين داي في لقاء كان خارج الإطار فيه الأمر الذي أدخل الشك في نفوس المسامعية تخوفا من تكرار سيناريو الموسم الماضي واللعب على شبح السقوط إلى أن الجولة الثانية كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لزملاء الحارس محمد أمين زماموش الذي كشروا عن أنيابهم وقهروا كل منافسيهم محققين سلسلة نتائج ايجابية وصلت إلى ثلاثة عشر مواجهة دون انهزام. تفوق الفريق بالداربيات جعله يحتل ريادة الترتيب عن جدارة والأكيد أن الفريق الذي يريد التتويج باللقب مطالب بتحقيق الانتصارات في الداربيات خاصة وهو ما جسده أشبال المدرب ميلود حمدي على البساط الأخضر إذ تمكنوا من الإطاحة بكل من شباب بلوزداد واتحاد الحراش وتعثر واحد في أول جولة ضد النصرية في انتظار لقاء الداربي أمام الغريم مولودية العاصمة يوم 22 ديسمبر وهي الفرصة التي يتمنى الاتحاد عدم تضييعها من أجل قهر الأندية العاصمية وتسيد الداربيات. التعامل مع هواجس الغيابات ليس بالأمر السهل صحيح أنه من غير المعقول مقارنة اتحاد العاصمة مع ريال مدريد أو برشلونة الذين يتعثرون في حالة غياب ركيزة من ركائزهم إلا أن اتحاد العاصمة فعل ما لم يقدر عليه أحد كونه من الصعب مجاراة نسق البطولة والفريق منقوص من خدمات أكثر من ركيزة بسبب هاجس الإصابات أو العقوبات لكن رغم ذلك رجال حمدي رفعوا التحدي خاصة الاحتياطيين الذين أكدوا قدرتهم على تعويض أي غياب ودليل ذلك الفراغ الذي تركه زماموش الذي عوضه برفان بامتياز وأنسى بذلك الجميع بغياب الحارس الدولي كما تعامل حمدي بذكاء مع إصابات درفلو وعودية وكذا عقوبة بلايلي. تجديد الثقة في حمدي كان قرار صائبا إخفاق الفريق في رابطة أبطال إفريقيا وانتهاء حلمه في دخول التاريخ جعل محيط أصحاب اللونين الأسود والأحمر يتنبأ بإقالة المدرب ميلود حمدي الذي فشل في التتويج باللقب عقب الخسارة في الذهاب والتي اعتبرها الجميع نقطة التحول إلا أن الرجل الأول في بيت سوسطارة ربوح حداد غير مجرى الكرة بتمسكه بالمدرب حمدي وتجديد الثقة فيه انتعكس ايجابا على نتائج الفريق العاصمي بدليل المركز الذي يتواجد فيه الفريق في البطولة مما يؤكد أن قرار إدارة الاتحاد كان صائبا. حمدي: ”لن نتوقف عند هذا الحد وسنكمل الموسم بقوة” رغم الفارق الكبير بين الرائد والملاحق إلا أن مدرب اتحاد العاصمة ميلود حمدي رفض حسم الأمور من الآن مؤكدا أن لاعبيه سيواصلون بقية الموسم بكل قوة قصد تعزيز الرصيد بنقاط إضافية وتأكيد قوة سوسطارة بداية من لقاء بارادو هذا الخميس لحساب الدور الثاني والثلاثين من منافسة كأس الجمهورية قائلا ”صحيح أننا في الريادة وبفارق جد مريح عن أقرب ملاحقينا لكن هذا لن يمنعنا من مواصلة مرحلة الذهاب بقوة لتأكيد أحقيتنا التواجد على عرش البطولة وهدفنا الآن الفوز على بارادو في كأس الجمهورية الخميس القادم”.