”المؤسسة العقابية” وصمة عار لمن يدخلها لدى بعض الجزائريين، ورغم أن العثرة التي تؤدي بالشخص لدخولها تمسح خطاياه بعد خروجه منها، إلا أن المجتمع بحاجة لنظرة إيجابية حتى يغير تعامله مع نزلاء المؤسسات العقابية، علما أنهم يبدعون في مجالات عدة، من بينها الصناعات التقليدية التي استفاد من إنشائها أكثر من 23 ألف نزيل بالمؤسسات العقابية. تبقى المؤسسات العقابية عنوانا للمخطئين أوالمسجونين عن طريق الخطأ، باعتراف نشطاء قانونيين. ليواصل ذوو السوابق حياتهم بشكل طبيعي داخل هذه المؤسسات التي تحرمهم من فرصة التعلم والتأهيل في مجالات عديدة، بل إن بعضهم كان عبرة لمن هو خارجها، بطموحه الذي صنعه داخل أسوارمغلقة رغم الرعب الذي يتملكنا بمجرد ذكرها على مسامعنا. استفاد أكثر من 23 ألف نزيل بالمؤسسات العقابية عبر الوطن خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2015 من تكوين و تأهيل بغرض إنشاء مؤسسات حرفية، حسبما أفاد به مدير مركزي بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة و الصناعة التقليدية. كما تعتبر مثل هذه الاجراءات خطوة إيجابية لدمج هذه الفئة في المجتمع وكذا سوق العمل. أوضح إبراهيم مقدور لوكالة الأنباء الجزائرية، على هامش يوم دراسي حول ”الصناعة التقليدية ودورها في التنمية المحلية”، أن ما يفوق نسبة 50 بالمائة من هؤلاء النزلاء ممن أنهوا فترة العقوبة، تحصلوا على بطاقة حرفي وأنشأوا مؤسساتهم الحرفية بعد تدعيمهم من طرف الصندوق الوطني لدعم الصناعات التقليدية. تندرج هذه العملية في إطار استراتيجية الوزارة الوصية بالتنسيق مع وزارة العدل، من أجل المساهمة في إدماج هذه الفئة ومنحها فرص المساهمة في ترقية وتطوير الصناعات التقليدية و الحرف، يضيف ذات المسؤول. دعا امقدور بالمناسبة، إلى ضرورة تكاثف جهود كل القطاعات التنموية من أجل المساهمة في ترقية وتنمية الصناعات التقليدية بأنواعها انطلاقا من الصناعات التقليدية الفنية، إلى إنتاج المواد والخدمات وإقحام الحرفيين في مختلف المشاريع، باعتبار أن هذا القطاع بالذات ”يعد من بين أهم البدائل لترقية الاقتصاد الوطني خارج المحروقات”. وأشار إلى أن الحرفيين المسجلين لدى غرف الفلاحة والصناعات التقليدية عبر الوطن سبق لهم أن شاركوا في تجسيد عديد الأشغال الحرفية بهياكل الدولة الكبرى، على غرار القاعة الشرفية لمطار الجزائر الدولي. كما ينتظر أن يتيح لهم مشروع الجامع الكبير مساحات من أشغال السيراميك والخشب وفي فن الخط العربي. ركز المشاركون في أشغال هذا اللقاء الذي نظم بمبادرة من لجنة الثقافة والسياحة والصناعة التقليدية بالمجلس الشعبي الولائي على دور الصناعات التقليدية في التنمية المحلية والبحث في الآليات والوسائل، من أجل ترقيته نظرا لعائداته المادية واستحداثه للعديد من مناصب الشغل خاصة في أوساط النساء. تطرق بالمناسبة مديرا غرفة الصناعات التقليدية والحرف والسياحة والصناعة التقليدية لولاية ورڤلة، إلى واقع هذا القطاع عبر هذه الولاية وكذا التشريعات والتنظيمات القانونية المنظمة له، قبل أن يتيح اللقاء الفرصة لعرض عدد من النماذج الناجحة لبعض الحرفيين.