أظهرت النتائج الأولية لانتخابات المناطق الفرنسية، انتكاسة كبيرة لليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان، الذي لم يفز في أي منطقة من أقاليم فرنسا، رغم نجاحه التاريخي في الدورة الأولى التي جرت قبل أسبوع. وهزمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، بشكل خاص، من منافسها في المعارضة اليمينية كزافييه برتران الذي استفاد من تجيير أصوات اليسار الحاكم له. وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي الفرنسية، التي تقارب، في أغلب الأحيان، فوز الحزب الجمهوري بزعامة نيكولا ساركوزي بخمس مناطق، كما فاز الحزب الاشتراكي بخمس مناطق، فيما لم يحصل حزب الجبهة الوطنيّة بزعامة مارين لوبان على أيّة منطقة. المنطقة الوحيدة التي بقيت خارج الأحزاب السياسية الرئيسية كانت منطقة الكورس (جزيرة كورسيكا) التي فاز فيها الحزب المحلي ”الحزب القومي الكورسيكي”. وقالت لوبان ”لن يستطيع أحد أن يوقفنا بعد اليوم، ولقد حققنا نتيجة مذهلة تُبرهن على أنّنا حزب معارض بِامتياز استطاع أن يتقدم بسرعة ويتقرّب من الفرنسيين”. ومن جهته اعتبر رئيس الحكومة الاشتراكي، مانويل فالس، أنّ مبادئ الجمهوريّة انتصرت ضد اليمين المتطرف، مُحذّراً من خطر حزب الجبهة الوطنيّة الذي لم يزل بعد، قائلاً ”اليمين المتطرّف خسر لكنّ خطره ما زال متواجداً”. وقالت صحيفة ”لو فيجارو” الفرنسية، يوم أمس، إن وزير الدفاع الفرنسي الحالي جون إيف لو دريان والمرشح لمنصب عمدة مدينة بريتاني الفرنسية، نال أكبر عدد من أصوات الناخبين فى قائمته، بما يقرب من 35٪ من نسبة الأصوات متفوقاً مارك لو فور مرشح اليمين. ومن جانبه، اعتبر نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق وزعيم حزب الجمهوريين، النتائج نصراً لحزبه الذي لم يخن مبادئه ولم يستسلم، مؤكداً ”لقد قاومنا وبقينا موحدين ولم نذعن للآخرين أو ندخل لعبة التحالفات”. ويذكر أن رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس كان قد أشار مؤخراً، إلى عزل وزير الدفاع الحالى لفرنسا جون إيف لودريان من منصبه حال انتخابه لمنصب رئيس إقليم بريتاني الفرنسي، وقال فالس: ”عليه أن يختار بين منصب رئيس إقليم أو وزير”. في حين أكد لودريان أنه لن يتخلّى عن منصب وزير الدفاع مهما كان السبب طالما الرئيس فرانسوا هولاند يحكم البلاد.