أخفق حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في الفوز في أي منطقة في الانتخابات المحلية الفرنسية التي جرت، الأحد، في نكسة لآمالها بأن تكون أحد المرشحين الجادين في انتخابات الرئاسة في 2017. وفشل اليمين المتطرف في الفوز بأي منطقة، بعدما تكتلت ضده الأحزاب التقليدية لمنعه من ترجمة تقدمه التاريخي في الدورة الأولى إلى فوز غير مسبوق قبل 16 شهراً فقط من الانتخابات الرئاسية. وفاز المحافظون في سبع مناطق والاشتراكيون في خمس في الجولة الثانية من الانتخابات المحلية ولكن ذلك لم يكن انتصاراً حقيقياً لأي من الحزبين اللذين يمثلان التيار الرئيسي واللذين هزمهما تزايد جاذبية اليمين المتطرف للناخبين الساخطين. وكان حزب الجبهة الوطنية قد فاز بعدد من الأصوات أكثر من أي حزب آخر على المستوى الوطني في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في الأسبوع الماضي، بعد أن عززته مخاوف من أزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التي قتلت 130 شخصاً في باريس قبل شهر. وعلى الرغم من عدم فوزه في أي منطقة يوم الأحد، بعد انسحاب الاشتراكيين من مناطقه الرئيسية المستهدفة وحثه أنصاره على تأييد المحافظين بزعامة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي مازال حزب الجبهة الوطنية يُعد قد حقق أفضل نتائج له في تاريخه. وقال رئيس وزراء فرنسا الاشتراكي مانويل فالس: "الليلة ليس هناك مكان للارتياح أو الاحتفال بالنصر.. الخطر الذي يشكله اليمين المتطرف لم ينته". ووجه ساركوزي تحذيراً مماثلاً واصفاً أداء حزب الجبهة الوطنية القوي بأنه "تحذير أُرسل لكل الساسة ونحن من بينهم في الجولة الأولى". وقال "علينا الآن أن نأخذ وقتاً لإجراء مناقشات متعمقة بشأن ما يقلق الفرنسيين الذين يتوقعون إجابات قوية ودقيقة"، مشيراً إلى أوروبا والبطالة وقضايا الأمن والهوية الوطنية. وكانت لوبان تأمل بأن تستغل نفوذها على الصعيد المحلي كنقطة انطلاق لتعزيز فرصها في انتخابات الرئاسة عام 2017 وقد خسرت بفارق كبير في شمال فرنسا يوم الأحد، حيث كانت على رأس قائمة حزبها وحصلت على 42.8 في المائة من الأصوات في جولة أمس مقابل 57.2 في المائة للمحافظين.