تلقت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا صفعة قوية بفشلها في الفوز ولو بإقليم واحد في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية والتي أجريت الأحد... وأظهرت التقديرات الأولية أن الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبان خسرت جولة الإعادة في ثلاثة أقاليم رئيسية، على الرغم من أنها تصدرت نتائج الجولة الأولى.وجاءت هذه التقديرات بمثابة انتكاسة للجبهة بعدما حققت تقدما كبيرا الأسبوع الماضي باحتلالها الصدارة في الجولة الأولى من الانتخابات الاقليمية بعد أن عززتها مخاوف من أزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات داعش التي قتلت 130 شخصا في باريس قبل شهر. لكن نتائج اليوم أظهرت أن شعبية اليمين المتطرف المتنامية، لم تصل بعد إلى الحد الذي يسمح له بتحويلها إلى سلطة محلية في الدوائر الانتخابية.وحقق حزب الجمهوريين بقيادة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وحلفاؤه من الجولة الثانية فوزا واضحا في الأقاليم الثلاثة. غير أن رئيس الوزراء مانويل فالس قال عقب ظهور النتائج غير الرسمية إن "الخطر الذي يشكله اليمين المتطرف أبعد من أن يكون قد انقشع".وكان الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي فرانسوا هولاند قد تنازل عن اثنين من الأقاليم الثلاثة في جولة الإعادة لصالح مرشحي اليمين، من أجل إبعاد الجبهة الوطنية عن تولي السلطة. ونال حزب الجمهوريين وحلفاؤه من أحزاب يمين الوسط 57.5% من الأصوات في الإقليم الشمالي. وفي الجنوب الشرقي حيث ماريون ماريشال لوبان ابنة عم مارين أبرز المرشحات عن الجبهة الوطنية، حصل الجمهوريون على 54.5% من الأصوات مقابل 45.5% للجبهة، بحسب استطلاعات الرأي بعد إدلاء الناخبين بأصواتهم. وزادت نسبة إقبال الناخبين عن 61% بفارق كبير عن النسبة التي تحققت في الجولة الأولى.وفي المنطقة الشرقية -حيث لم ينسحب الحزب الاشتراكي- فاز يمين الوسط بنسبة 48.4% مقابل 36.4% للجبهة الوطنية. وإذا ما تأكدت صحة هذه الاستطلاعات، فإن نتائج الجولة الثانية ستكون بمثابة خيبة أمل كبيرة لمارين لوبان، التي كانت تعقد الآمال على استغلال انتصاراتها في خوض انتخابات الرئاسة والانتخابات العامة المزمع إجراؤها في 2017.وكان رئيس الوزراء مانويل فالس حذر قبل يومين الفرنسيين مما سماها "حربا أهلية" ستتورط فيها البلاد في حال وصل حزب الجبهة الوطنية إلى الحكم.وقال فالس -الذي كان يتحدث لإذاعة "فرانس أنتر"- "نحن في لحظة تاريخية، وأمامنا خياران: خيار أقصى اليمين الذي يدعو إلى التقسيم والذي يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية، وخيار الجمهورية وقيمها".وكان اليمين المتطرف يأمل بتحقيق سابقة في تاريخ فرنسا بالفوز بإحدى هذه الدوائر، وذلك قبل عام ونصف العام من موعد الانتخابات الرئاسية 2017 التي باتت زعيمة "الجبهة الوطنية" تعتبرها في متناولها.