تنطلق مساء اليوم، الطبعة 22 من كأس أمم إفريقيا بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث يتنافس 12 منتخبا على تحقيق اللقب الغالي الذي سيضمن المشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة بمدينة ريودي جانيرو، فضلا عن ضمان أول ثلاثة منتخبات للتأشيرات المؤهلة إلى كأس العالم المقبلة بفرنسا. ويشارك المنتخب الوطني في البطولة الحالية باعتباره حاملا للقب الذي حققه قبل سنتين بالجزائر العاصمة، غير أن مهمة الخضر لن تكون سهلة أمام منافسيه التقليديين مصر وتونس، حيث يعتبران رفقة الجزائر الثلاثي المرشح للفوز بالكان الجاري. وسجل المنتخب الوطني أسوء مشاركة له في كأس العالم خلال دورة قطر الأخيرة، حيث احتل المركز الأخير دون أي فوز، وهي المشاركة التي تبقى نقطة سوداء في تاريخ كرة اليد الجزائرية، غير أن الخضر سيسعون للانتفاض وتبيض سجلهم مجددا بعد عام من فضيحة المونديال. وسيكون الخضر مطالبين بالوقوف في وجه طموحات مصر وتونس في سبيل تحقيق اللقب الثامن لهم، وهي المهمة التي لن تكون سهلة، وتتطلب منهم تقديم أفضل ما لديهم. وحققت منتخبات تونسوالجزائر ومصر لكرة اليد للرجال التي تفرض سيطرة تامة على اللعبة إفريقيا، إنجازا غير مسبوق يتمثل في احتلالها سويا، الدرجات الثلاث لمنصة التتويج في 15 دورة لكأس إفريقيا للأمم من أصل 21 وهو ما يعني ”ثلاثي فائز”، قلما حدث في تاريخ كرة اليد القارية وحتى العالمية. فقبل انطلاق النسخة الثانية والعشرين للمنافسة المقررة من 21 إلى 30 جانفي الجاري بالقاهرة، يبقى الثلاثي تونس-الجزائر-مصر الوحيد الذي نقش اسمه في السجل الذهبي خلال 40 سنة من المنافسة (1974 - 2014)، تاركا الفتات للمنتخبات الأخرى للقارة السمراء. ويبقى المنتخب التونسي سيد القافلة باستحواذه على تسعة (9) ألقاب أمام كل من الجزائر (7 ألقاب) ومصر (5 ألقاب)، كما شارك رفقة مصر في كل الدورات الواحدة والعشرين أمام الجزائر (20) والمغرب وكوت ديفوار (16 لكل واحد. بالإضافة إلى ذلك نجح اللاعبون التونسيون في الصعود على المنصة في كل الدورات بدون استثناء محققين 9 ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات، متقدمين الجزائر (7 ذ - 7 ف - 4 ب) ومصر (5 ذ - 6 ف - 7 ب) ب18 منصة لكل فريق. وتمكنت ستة منتخبات إفريقية أخرى من الصعود على المنصة وهي الكاميرون (1 ف - 1 ب) وكوت ديفوار (مرتبة ثانية)، والكونغو والسينغال والمغرب وأنغولا التي احتلت جلها المركز الثالث خلال الدورات السابقة. من جهته يمتلك السباعي الجزائري رقما قياسيا يصعب تحطيمه في وقت قريب، وذلك بتتويجه باللقب الإفريقي خمس مرات متتالية خلال الثمانينات (1981 - 1983- 1985 - 1987- 1989) أثناء عهدة المدرب السابق محمد عزيز درواز. ونالت تونس من جهتها ثلاثة ألقاب على التوالي في السبعينات (1974، 1976 و1979) بينما اكتفت مصر بلقبين متتاليين في ظرف عام واحد (1991 و1992)، أي بعد تحويل المنافسة من السنوات الفردية للسنوات الزوجية. قبل اعطاء إشارة انطلاق النسخة ال22 لكأس إفريقيا، ستعمل المنتخبات ”الصغيرة” المتمثلة في أنغولاوالكونغو ونيجيريا والمغرب والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية، المتذمرة من ”السيطرة الأزلية” لمنتخبات الجزائروتونس ومصر، فرض ”نظام رياضي جديد” محاولة أولا، تكسير هيمنة ”الثلاثي الفائز” ومن ثم البحث عن مكانة فوق المنصة ولما لا الظفر بأول لقب سيكون تاريخي بالنسبة لها.