حققت منتخبات تونس و الجزائر و مصر لكرة اليد للرجال التي تفرض سيطرة تامة على اللعبة إفريقيا, إنجازا غير مسبوق يتمثل في احتلالها سويا, الدرجات الثلاث لمنصة التتويج في 15 دورة لكأس إفريقيا للامم من أصل 21 وهو ما يعني "ثلاثي فائز", قلما حدث في تاريخ كرة اليد القارية و حتى العالمية. فقبل انطلاق النسخة الثانية والعشرين للمنافسة المقررة من 21 إلى 30 جانفي الجاري بالقاهرة, يبقى الثلاثي تونس-الجزائر-مصر الوحيد الذي نقش إسمه في السجل الذهبي خلال 40 سنة من المنافسة (1974 - 2014), تاركا الفتات للمنتخبات الأخرى للقارة السمراء. ويبقى المنتخب التونسي سيد القافلة باستحواذه على تسعة (9) ألقاب أمام كل من الجزائر (7 ألقاب) و مصر (5 ألقاب), كما شارك رفقة مصر في كل الدورات الواحدة والعشرين أمام الجزائر (20) و المغرب و كوت ديفوار (16 لكل واحد). بالإضافة إلى ذلك, نجح اللاعبون التونسيون في الصعود على المنصة في كل الدورات بدون استثناء محققين 9 ذهبيات و 6 فضيات و 6 برونزيات, متقدمين الجزائر (7 ذ - 7 ف - 4 ب) ومصر (5 ذ - 6 ف - 7 ب) ب 18 منصة لكل فريق. وتمكنت ستة منتخبات إفريقية أخرى من الصعود على المنصة وهي الكامرون (1 ف - 1 ب) و كوت ديفوار (مرتبة ثانية), والكونغو والسنغال و المغرب و أنغولا التي احتلت جلها المركز الثالث خلال الدورات السابقة. من جهته يمتلك السباعي الجزائري رقما قياسيا يصعب تحطيمه في وقت قريب, وذلك بتتويجه باللقب الإفريقي خمس مرات متتالية خلال الثمانينيات (1981 - 1983-1985 - 1987 و 1989) أثناء عهدة المدرب السابق محمد عزيز درواز. ونالت تونس من جهتها ثلاثة ألقاب على التوالي في السبعينيات (1974 و 1976 و 1979) بينما اكتفت مصر بلقبين متتاليين في ظرف عام واحد (1991 و 1992), اي بعد تحويل المنافسة من السنوات الفردية للسنوات الزوجية. قبل اعطاء إشارة انطلاق النسخة ال 22 لكأس إفريقيا, ستعمل المنتخبات "الصغيرة" المتمثلة في أنغولا و الكونغو و نيجيريا و المغرب و الكامرون و جمهورية الكونغو الديمقراطية, المتذمرة من "السيطرة الأزلية" لمنتخبات الجزائر و تونس و مصر, فرض "نظام رياضي جديد" محاولة أولا, تكسير هيمنة "الثلاثي الفائز" ومن ثم البحث عن مكانة فوق المنصة و لما لا الظفر بأول لقب سيكون تاريخي بالنسبة لها.