حذّر روب وينرايت، مدير جهاز الشرطة الأوروبية ”يوروبول” من هجمات محتملة قد يشنّها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدن أوروبية، على غرار تلك التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر 2015. وجاء في تقرير، أعده خبراء أمنيون ل”يوروبول”، نُشر أول أمس على موقعه الالكتروني، وقدم خلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في أمستردام، أنّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قد طوّر قدرات قتالية جديدة، تمكنه من شنّ هجمات منسقة، واسعة النطاق، في دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي لاسيما فرنسا. وجاء في الفصل المخصّص لأهداف التنظيم: ”إنّ الهجمات التي سيشنها داعش مستقبلا، لن تكون بالضرورة مركزية ومخطط لها من سوريا، موضحا أنّ الاستراتيجية العامة للتنظيم الإرهابي قد وضعت في الحسبان مقاتلين محليين يعرفون جيدا المنطقة التي يتواجدون فيها، وبالتالي فقد تُرك مجال حرية كبير ”لزعماء” التنظيم المحليين لاختيار الأهداف ونوع الهجمات والتخطيط لها. وأضاف أن ”الهجمات ستركز بشكل أساسي على أهداف هشة في المجتمع (المدنيين) بسبب الأثر الذي يخلفه ذلك” متحدثا عن ”تحوّل في استراتيجية داعش الذي يريد التأثير بشكل عالمي”. واستبعد وينرايت فكرة أن يكون التنظيم قد أرسل مقاتليه إلى أوروبا وجعلهم يتسللون بين مئات آلاف المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان من السواحل التركية قبل أن يتوجهوا شمالا. وأورد ”ليس هناك أدلة ملموسة على أن الإرهابيين يستغلون في شكل منهجي تدفق المهاجرين للدخول إلى أوروبا”. ويشار إلى أن تقرير اليوروبول كان نتاج ندوة جمعت خبراء من الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بعد ثلاثة أسابيع من هجمات باريس في 13 نوفمبر، كما أفضت إلى إعلان الاتحاد الأوربي يوم الاثنين عن إنشاء مركز أمني في مدينة لاهاي الهولندية، وذلك للتنسيق في محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ونقل تليفزيون (إيه بي سي) بيان صدر عن جهاز الشرطة الأوروبية، جاء فيه أن ”لدى الشرطة الأوروبية تخوفات من هجوم إرهابي آخر من تنظيم ”داعش” في أوروبا خاصة بعد الهجمات التي ضربت باريس والتي أوقعت ضحايا كثر من المدنيين” وأنّ: ”المخاوف التي لم تنتهي بعد.” ويهدف المركز إلى مساعدة الدول الأوروبية في التحقيقات الخاصة بالجرائم الإرهابية، والكشف عن أعضاء التنظيمات الإرهابية ومصادر تمويلهم وتسليحهم. ويتواجد المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب في مقر ”يوروبول” في لاهاي، ولديه حاليا 40 مكتبا، لكنه يملك بحسب وينرايت إمكانات يمكن تعزيزها مستقبلا. وقال وينرايت إن المركز ”سيركز بشكل خاص على المجموعة المؤلفة من خمسة آلاف مواطن أوروبي أصبحوا متطرفين عبر مشاركتهم في النزاعات في سوريا والعراق، وقد عاد عدد كبير منهم إلى أوروبا وأصبح يشكل خطرا أمنيا كبيرا على المجتمع الأوروبي. ومن جهته، حثّ المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية ديمتريس أفراموبولوس الدول ال28 الأعضاء على تبادل المعلومات، وهو أمر تتردد بعد أجهزة الاستخبارات عن القيام به. وقال ”في هذه المرحلة الصعبة، علينا أن نعمل معا وليس بشكل منعزل”.