إحتضن صباح أمس، الفضاء الحر لمعهد سيرفانتيس الثقافي الإسباني بالجزائر، ندوة ثقافية تحتفي بحياة الأديب غابريال غارسيا ماركيز وتستذكر أهم انجازاته الأدبية والمحطات التي مرّ بها طوال رحلة كتاباته. الندوة الأدبية التي نظمها معهد سيرفانتيس الإسباني بالجزائر تحمل شعار (من أجلك غابو)، افتتحها سفير إسبانيا بالجزائر (أليخاندرو بولانكو ماتا)، حيث تحدث عن كاتب الحب في زمن الكوليرا وأهميته في أدب اللغة الإسبانية ومكانته في الأدب العالمي، ليقوم بمقارنة بين ماركيز وسيرفانتيس واصفا إياهما بأعمدة الأدب اللاتيني اللذين تجمعهما الوحدة والجنون. ومن جهته، أكد مبعوث السفارة الكولومبية (الفونسو صوريا ميندوثا)، أن سليل بلاده ساهم في الارتقاء بالأدب الكولمبي، مؤكدا أنه يجب على شعبه قراءة مخلفات غابريال غارسيا ماركيز الأدبية لأنها تصور حقبة مهمة في التاريخ الكولمبي. اللقاء الأدبي المتميز الذي دام ساعتين من الزمن بقاعة الندوات لمعهد سيرفانتيس الإسباني بالجزائر، نشطه كل من المترجم والأديب الجزائري محمد ساري، مديرة معهد سيرفانتيس بالجزائر السيدة راكيل روميرو، ورئيس دراسات معهد سيرفانتيس بالجزائر السيد خوان فيسينتي بيكيراس، حيث تطرق الثلاثة إلى العديد من النقاط التي تمس محطات حياة صاحب الرواية العالمية مئة عام من العزلة، عبورا بعلاقاته مع أدباء من مختلف دول العالم، وصولا إلى مهنة الترجمة وأهم المشاكل التي تواجهها اليوم. كما أكد رئيس الدراسات بمعهد سيرفانتيس بأن صاحب رواية وقائع موت معلن يعتبر من أوائل أدباء منهج الواقعية السحرية، استعان بالأحداث السياسية والتاريخية الواقعية لبناء قصصه الخيالية، بينما أشار الأديب الجزائري محمد صاري إلى أن ماركيز أنقذ الأدب الفرنسي بأعماله المترجمة، بجلبه لموجة أدبية جديدة بثت الحياة في الكتابات الفرنسية الراكدة. كما تطرق إلى مشاكل الترجمة التي تمس الأدب اللاتيني، خاصة عند نقله للغة العربية، مؤكدا أنه أحيانا يكون استعمال بعض العبارات قرارا خاصا بالكاتب للوصول لهدف معين وترجمت تلك العبارات بمعناها الحرفي تفقدها تأثيرها المطلوب. هذا، وأشاد المترجم الجزائري بدار المدى قائلا إنها أجادت ترجمة أعمال غابريال غارسيا ماركيز، خاصة المترجمان صالح علماني ومحمد علي يوسفي. تجدر الإشارة إلى أن الجمهور الحاضر لم يكتف بالاستماع إلى آراء المحاضرين، حيث أبى إلا أن يشارك ويثري الندوة بآراء ومعلومات يحتفظ بها، فمنهم من قاسم تاريخه مع أعمال غابريال غارسيا ماركيز الأدبية، ومنهم من تحدث عن الترجمة طارحا مشاكلها ومقترحات حلول لها أما آخرون فتسابقوا في طرح أسئلتهم واستفساراتهم حول صاحب رواية مذكرات غانياتي الحزينات.