أجمعت نقابات التربية على انتقاد طريقة تسيير وزارة التربية مع الملفات وعلى رأسها قراراتها المتخذة خاصة في شأن تواريخ مسابقة التوظيف ولجوء الوزارة إلى تحديد شهر نهاية فيفري لتنظيمها قبل التراجع لتأجيلها إلى نهاية مارس المقبل، وحذر الشركاء الاجتماعيين من فقدان الوزارة مصداقيتها، خاصة وأن هذا السيناريو تكرر مع تحديد الامتحانات النهائية والوطنية، داعيين الوصاية إلى دراسة قراراتها قبل كشفها للرأي العام. وأثار بلعموري لغليظ رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للنقابة الوطنية لمستخدمي الإدارة العمومية ”السناباب”، استيائه من تضارب التواريخ المقدمة من طرف وزارة التربية، مشيرا ”أنه يضرب بمصداقية وزارة التربية وبالتالي الحكومة”، خاصة وأن أغلبية الأساتذة المعنييون بالمشاركة في مسابقة التوظيف حسبه كانوا على أمل اجتيازها نهاية شهر فيفري الحالي، محملا المسؤولية لإطارات وزارة التربية الذين لطالما يوقعون التلاميذ والأسرة التربوية في خطأ وهو نفس الشيء الذي عرفته تواريخ الإمتحانات الوطنية وإعادة النظر فيها بعد أن تم تأجيلها إلى ما قبل شهر رمضان. وفي ذات الإطار اعتبر المجلس الوطني لأساتذة الثانويات الجزائرية ”الكلا” وعلى لسان مكلفها بالإعلام زوبير الروينة تأجيل وزارة التربية لمسابقة التوظيف في قطاع التربية إلى نهاية شهر مارس المقبل، إلى الضغوطات التي تواجهها خاصة مع نهاية السنة الدراسية وحلول امتحانات الفصل الثالث وبالتالي الامتحانات الوطنية، قائلا ”تعقدت الأمور على رأس وزيرة التربية، ما بين مسابقة التوظيف، الامتحانات الفصلية والوطنية وكذا مرحلة التصحيح”. ودعا مجلس ”الكلا” وزيرة التربية نورية بن غبريط بفرض الرقابة الصارمة خلال المسابقة المقبلة، والتكوين لجميع الناجحين لفترة تتعدى سنة كاملة. أما رئيس النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الإبتدائي حميدات محمد، فأكد أن تأجيل مسابقة التوظيف إلى غاية شهر مارس المقبل راجع إلى عدم تسليم أغلبية مديريات التربية لملفاتها المتعلقة بعدد المناصب المحتاج إليها على مستوى كل مديرية، والتي اعتبرها عملية دقيقة تحتاج إلى دراسة معمقة، كما أضاف حميدات محمد أن قطاع التربية في حاجة إلى الرفع من عدد مناصب التوظيف خلال المسابقة المقبلة، وذلك لسد الشغور الذي تعرفه أغلبية المؤسسات خاصة على مستوى المناطق النائية، بسبب ارتفاع عدد الأساتذة المحالين على التقاعد سنويا. وأضح في المقابل المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية ”كناباست” وعلى لسان مكلفه بالإعلام بوديبة مسعود أن تأجيل مسابقة التوظيف لا أن تؤثر بالسلب على المشاركين، وأكد أن المشكل الحقيقي يكمن في الإعلان المسبق عن تاريخ المسابقة دون انتظار قرارات الفتح، وقال ”من المفروض على الوزيرة نورية بن غبريط الإعلان عن تاريخ إجراء مسابقة التوظيف مباشرة بعد التأكد من طرف مديرية الوظيف العمومي”، وفيما يتعلق بعدد المناصب المفتوحة اقترح مسعود بوديبة الرفع من العدد بالمقارنة مع السنوات الماضية بالنظر إلى الإحتياجات الكبيرة للقطاع.