أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا، في بيان مشترك أصدرته الخارجية الأمريكية، أمس، أنهما اتفقتا على بنود وقف لإطلاق النار في سوريا سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل 27 فبراير بتوقيت دمشق. وأضاف البيان أن ”وقف الأعمال العدائية سيتم تطبيقه بين الأطراف المشتركة في النزاع السوري، والتي أعربت عن التزامها وقبولها بشروطه، بما يتلاءم مع قرار مجلس الأممالمتحدة للأمن الذي يحمل رقم 2254، وبيانات المجموعة الدولية لدعم سوريا”. وأكد أن ”وقف إطلاق النار لن يشمل داعش، وجبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا، أو منظمات أخرى مصنفة من قبل مجلس الأمن كمنظمات إرهابية”. وطالب البيان ”أي طرف مشترك في عمليات عسكرية أو شبه عسكرية، عدا داعش وجبهة النصرة والمنظمات الإرهابية الأخرى، بأن يبلغ روسيا أو الولاياتالمتحدة بصفتهما رئيستي المجموعة الدولية لدعم سوريا، عن قبوله بشروط وقف الأعمال العدائية قبيل الساعة 12:00 من ظهر يوم 26 فبراير 2016 بحسب توقيت دمشق”، مشيرا إلى أن ”تنفيذ وقف إطلاق النار سيتم بطريقة تعزز الاستقرار، وتحمي الأطراف المشتركة فيه”. وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في بيان: ”أشعر بالرضا لانتهاء الترتيبات النهائية اليوم للتوصل إلى وقف للأعمال العدائية في سوريا، وأدعو جميع الأطراف للموافقة على بنود الاتفاق والالتزام بها بشكل كامل”. وأضاف كيري: ”إذا ما تم تنفيذ وقف إطلاق النار والالتزام به، فإنه لن يؤدي فقط إلى تراجع العنف، بل والتوسع أيضا في توصيل المساعدات الإنسانية الملحة إلى المناطق المحاصرة، وسوف يدعم انتقالا سياسيا إلى حكومة تلبي مطالب الشعب السوري”. وسوف يتعين على الحكومة والمعارضة في سوريا إبداء استعدادهما للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بحلول ظهر يوم الجمعة المقبل. وتتشارك موسكو وواشنطن في رئاسة المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة. ومن جهتها، أعلنت دمشق، يوم أمس، ”قبولها بوقف الأعمال القتالية” في البلاد وفق الاتفاق الذي أعلنت عنه كل الولاياتالمتحدةوروسيا، مساء الاثنين، والذي يستثني ”تنظيم الدولة الإسلامية” وجبهة النصرة. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية، في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: ”تعلن الجمهورية العربية السورية عن قبولها بوقف الأعمال القتالية، وعلى أساس استمرار الجهود العسكرية بمكافحة ”الاٍرهاب” ضد ”تنظيم الدولة” وجبهة النصرة والتنظيمات الأخرى المرتبطة بها وبتنظيم القاعدة وفقاً للإعلان الروسي الأمريكي”. بوتين يهاتف أوباما ومن جهته، رحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، باراك أوبام،ا باتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا. وجاء ذلك في البيان الصادر عن الرئيس الروسي، نشر خصيصا بهذا الشأن”. وقال بوتين: ”الآن أجريت محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما. والاتصال كان بمبادرة من الجانب الروسي، ولكن بالتأكيد كان هناك اهتمام مشترك. خلال المحادثة، رحبنا بالبيان المشترك الروسي الأمريكي، في إطار مجموعة الدعم لوقف العمليات القتالية في سوريا”. وأضاف بوتين: ”إن عقد المتفاوضون عدة جلسات من المشاورات المغلقة. ونتيجة لذلك، تمكنا من التوصل إلى نتيجة هامة وملموسة”. ولفت بوتين الانتباه إلى أن العسكريين الروس والأمريكيين سيحددون على الخريطة السورية أين سيتم وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الغارات على مواقع الإرهابيين ستستمر. وتابع قائلا أن ”روسيا ستقوم بالعمل اللازم مع السطات الشرعية في دمشق. ونأمل أن يقوم الجانب الأمريكي بالمثل مع حلفائه والمجموعات التي يدعمها”. مضيفا أنه ”باتت لدينا فرصة سانحة، لوضع حد للعنف وإراقة الدماء في سوريا”. ترحيب دولي بوقف القتال وتوالت ردود الفعل الدولية بعد إعلان موسكو وواشنطن لاتفاق بشأن هدنة في سوريا، ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رحب في بيان بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، كما رحبت اليابان بالاتفاق، وقال وزير الخارجية الياباني، فوميو كيشيدا، في مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، ”إننا نرحب بالاتفاق”. ومن جهتها رحبت ألمانيا بالاتفاق، ونقلت الخارجية الألمانية في بيان لها عن وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قوله: ”لم نصل إلى الهدف بعد، ولكننا أصبحنا على قاب قوسين من الاتفاق على خفض العنف ووقف القتال. كما قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن ”هذه الخطوة تعتبر خطوة هامة وضرورية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، ووضع حد لأعمال العنف وتوفير بيئة داعمة للعملية السياسية تحت رعاية الأممالمتحدة، وصولا إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار وتحقيق التسوية السياسية للأزمة السورية”. وأضاف البيان أن ”الفترة القادمة تتطلب التزام جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق وإعلاء مصلحة الشعب السوري الذي تفاقمت معاناته نتيجة استمرار القتال والعنف”. وأعلنت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، فيليب هاموند، أن الاتفاق إذا تم تطبيقه بالكامل وبنزاهة سيكون خطوة هامة للحد من مستوى العنف في سوريا، وبالتالي سيؤدي إلى تسوية سياسية طويلة الأمد. ونقلت محطة تلفزيون أورينت المؤيدة للمعارضة السورية، عن منسق المعارضة السورية، رياض حجاب، قوله يوم الإثنين، إن هناك اتفاقا أوليا بشأن هدنة مؤقتة في سوريا. وأضاف حجاب، الذي كان رئيسا للوزراء في سوريا ويرأس الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية، إن الاتفاق سيكون ”بحسب ضمانات دولية”.