كشفت صحيفة ”نيويورك تايمز” الأمريكية، نقلا عن مصادر عسكرية، عزم وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون” إرسال العشرات من مستشاريها في مجال تنفيذ العمليات الخاصة إلى نيجريا، لتعزيز الخطوط الأمامية المحاربة لجماعة ”بوكو حرام” المتشددة وحلفائها، في منطقة غرب إفريقيا. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أوّل أمس، إنّ نشر هؤلاء المستشارين سيدفع القوات الأمريكية مئات الأميال نحو المعركة التي تخوضها القوات النيجيرية ضد التمرد الذي يقوده ”بوكو حرام” والذي يعتبر التنظيم الأكثر دموية في العالم، والذي قتل آلاف المدنيين في شمال شرق البلاد، وفي دول النيجر وتشاد والكاميرون المجاورة. وقالت ”نيويورك تايمز” إن الانتشار جاء بناء على توصية هامة ضمن تقييم سري للأوضاع صدر عن قائد العمليات الخاصة في إفريقيا، الجنرال دونالد بولدوك، ووفقًا للمسئولين العسكريين فإنه في حال وافقت وزارتا الدفاع والخارجية على مقترح نشر المستشارين، كما هو متوقع، فإن الأمريكيين سيساهمون بأدوار استشارية غير القتالية. وأضافت الصحيفة، أنه في الوقت الذي خفض فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من تواجد الجيوش الأمريكية التي تم إرسالها إلى العراق وأفغانستان، نجده يعتمد أكثر على قوات العمليات الخاصة لتدريب القوات المحلية، وتقديم المشورة في مكافحة تنظيم داعش، وكذا الاضطلاع بمهام سرية لمكافحة الإرهاب. وأشارت الصحيفة إلى أنّ حوالى 50 جنديا من قوات الكوماندوس الاأريكية يقدمون المشورة للمقاتلين الذين يحاربون تنظيم داعش فى شرق سوريا، مضيفة أنّ هناك عشرات الجنود تابعين لوحدة سرية جديدة يتعقبون مقاتلي التنظيم في العراق وأنّ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عرضت إرسال مستشارين لألوية عراقية على أرض المعركة بدلا من اقتصارها على قواعد داخل العراق، علاوة على تواجد عشرات من قوات الكوماندوس الأمريكية للقيام بمهام المراقبة والاستطلاع في ليبيا ومكافحة الإرهاب في الصومال. وقالت جينيفر كوك، مديرة فرع إفريقيا في مركز واشنطن للدراسات الدولية والبحوث الاستراتيجية، التي زارت نيجيريا الشهر الماضى: ”ينبغي مساعدة القوات المحلية في بناء قدرة قواتها للتعامل مع التحديات الأمنية في بلدانها، بدلا عن الزج بالقوات الأمريكية المقاتلة على أرض المعركة” وأضافت كوك: ”التدريب وتقديم المشورة ربما يساعدان على الاستفادة من الدروس القاسية في تحقيق أشياء جيدة”.