هي ظاهرة جديدة وطريقة استحدثها الشباب الجزائري للتشجيع والتعبير عن الإعجاب بنجوم من مختلف المجالات، تتمثل في غزو صالات الانتظار في المطارات لتوديع أو استقبال شخصيات متميزة في المجال الفني أو الرياضي، بإقامة حفل بهيج وصاخب يصل صداه إلى مواقع التواصل الاجتماعي ليلهبها بالتعليقات المؤيدة والمنتقدة لهذا السلوك الجديد الذي أخذ يتوسع بشكل لافت. إغماءات، صراخ، بكاء... هكذا يستقبل المعجبون الجزائريون النجوم والشخصيات الفنية والرياضيات في المطارات، في تقليد جديد اختار بواسطته الشباب التعبير عن عشقهم لنجومهم، خاصة هؤلاء الذين عادوا من مشاركتهم في أحد برامج المواهب الذي تقدمه القنوات التلفزيونية الفضائية، أو شخصيات رياضية شرفت الألوان الوطنية في الخارج. أجواء احتفالية صاخبة تسبق وصول تلك الشخصيات إلى المطار، أهازيج، وأغاني، وفرق موسيقية في انتظار استقبالهم، ليحل هؤلاء أخيرا ويبدأ الاحتفال الذي ينتقل من المطار ليلهب مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات، وتبدأ من ثم مرحلة جديدة تطغى عليها التعليقات المرحبة والمنتقدة لهذا السلوك الجديد الذي أخذ يتوسع بشكل كبير في الآونة الأخيرة، والذي أعاب عليه الكثيرون عدم التفاتته لأصحاب المواهب الحقيقية من مخترعين وعلماء وحفظة قرآن. البداية كانت مع الفرق الرياضية لعل بداية الاحتفال بالنجوم العائدين للجزائر واستقبالهم بحفاوة في المطارات بالنسبة للفرق الرياضية ليس بالأمر الجديد، فهي ليست وليدة اليوم، فقد حظي كل من المنتخب الجزائري لكرة القدم وغيره من الفرق الكروية المعروفة في الجزائر بتوافد جماهيري كبير على المطارات، حيث يقوم المناصرون بتشجيعهم قبل مغادرتهم وحين عودتهم من مباراة مصيرية في المنافسات الدولية، على غرار ما حدث خلال عودة المنتخب الوطني الجزائري سنة 2009 بعد افتكاكه تأشيرة التأهل من المنتخب المصري في موقعة أم درمان، حيث تنقل حشد شعبي منقطع النظير وأغلق جميع الطرق المؤدية للمطار حتى سدت عن آخرها احتفالا بقدوم عناصر المنتخب المتأهل إلى كأس العالم 2010، وغيرها من الأمثلة كثيرة على غرار ما يفعله كل مرة أنصار اتحاد العاصمة، والمولودية وغيرهم من الفرق العريقة التي يأبى مناصروها إلا أن يقدموا دعما معنويا للاعبين قبل سفرهم لأجل العودة بنتائج مشرفة للألوان الوطنية في المحافل الدولية. ولنجوم ”ستار أكاديمي” و”عرب أيدول” حصة الأسد بمجرد نشر خبر عودة أحد النجوم من برامج المواهب التي استقبلت خلال السنوات الأخيرة العديد من الشباب الجزائري في مجال الموسيقى والغناء، حتى تمتلئ المطارات والطرقات المؤدية إليها بطوابير المشجعين والمعجبين المتوافدين من كل ولايات الوطن لأجل استقبال هؤلاء النجوم الذين مثلوا الجزائر في تلك البرامج والاحتفالات العربية الفنية، ولعل ما حدث مع كل من يوغرطة، وكنزة مرسلي وسهيلة لشهب خير مثال على ذلك، والذين عرف مطار هواري بومدين لحظة عودتهم إلى الجزائر توافدا منقطع النظير لمعجبيهم الذي أرادوا استقبالهم بطريقة خاصة، وبين مرحب ومنتقد اشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور وأخبار عودتهم وطريقة الاحتفال بهم التي شهدتها صالة الوصول بالمطار، وراح الكثيرون يرحبون ويمدحون هذه الطريقة في التعبير عن إعجابهم بنجمهم ومدى ترحيبهم بعودته إلى أرض الوطن، بعد تشريفهم للجزائر في المحافل الدولية، في حين انتقد الآخرون هذه الطريقة التي اعتبروها مبتذلة ومبالغا فيها، لاسيما تلك التصرفات الطائشة التي تصدر من البعض على غرار البكاء، الصراخ والإغماء، وهو ما يحول الأمر إلى مهزلة بكل معنى الكلمة. حملات فايسبوكية لتعميم الظاهرة على العلوم والثقافة بما أن الفايسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي هو الفضاء الأول لنشر الصور والأخبار المتعلقة بتوديع النجوم والشخصيات من مختلف المجالات في المطارات وتنظيم احتفالات خاصة لتشجيعهم حين عودتهم إلى أرض الوطن، فقد أخذ رواده على عاتقهم مهمة من نوع خاص تعلقت بتشجيع بعضهم بعضا على الذهاب إلى المطارات وإقامة حفلات استقبال، لكن هذه المرة للشباب المتميزين في مجالات أخرى على غرار العلوم، والاختراع، والطب، وحفظ القرآن، وذلك بعد تميزهم وفوزهم في مسابقات عالمية، وهذا بعد التهميش والإهمال الذي يعاني منه هؤلاء في حين يحظى آخرون من المجال الفني والرياضي باهتمام خاص، حيث تقوم بعض الصفحات على غرار ”1.2.3 تحيا الجزائر”، ”أنا صحفي إذا أنا موجود”.. وغيرها بالتعريف بهؤلاء المتميزين من الشباب ومن ثم الدعوة إلى تكريمهم بطريقة بسيطة من خلال التوجه لاستقبالهم في المطارات بنشر تاريخ وموعد عودتهم إلى أرض الوطن، وبالرغم من كل تلك الجهود المبذولة في هذا الإطار إلا أن هؤلاء الشباب لا يزالون يعانون من تهميش وتمييز واضحين بينهم وبين غيرهم من الفنانين والرياضيين.