لعب سامر لكلّ من دينامو دريسدن وشتوتغارت وإنتر ميلان وبوروسيا دورتموند وأحرز لقب الدوري مرّتين والكأس مرّة واحدة في ألمانياالشرقية، إلى جانب تتويجه بلقب الدوري الألماني في مناسبتين ورفع كأس دوري أبطال أوروبا مرّة واحدة وكأس (الإنتركونتينينتال) في مناسبة وحيدة أيضا، ظهرت قدراته التكتيكية على أرض الملعب في وقت مبكّر، قدرات سرعان ما وظّفها أيضا من موقعه كمدرّب في دورتموند وشتوتغارت. ومنذ عام 2006 يعمل ابن سكسونيا الذي عادة ما تُطلب استشارته الكروية، كمدير رياضي في الاتحاد الألماني لكرة القدم. عن موقع "الفيفا" قبل أيّام قليلة من انطلاق كأس الأمم الأوروبية 2012 خصّ سامر جزءا من وقته للحديث حصريا مع موقع (الفيفا) عن العواطف والذكريات والنقاط المؤثّرة، إلى جانب الاضطلاع بدور القائد والتطوّرات التكتيكية في كرة القدم العالمية. * كنت أوّل نجم كروي كبير من أوروبا الشرقية بعد الوحدة الألمانية، لا شكّ في أنها كانت حقيقة ممزوجة بعواطف جيّاشة.. ** في البداية، عندما خضت أوّل مباراة دولية بألوان ألمانيا الموحّدة انغمست في التفكير، كنت قبل أشهر قد سجّلت مع منتخب أوروبا الشرقية هدفين في بلجيكا، وفجأة سمعت نشيدا وطنيا آخر إلاّ أنني تمكّنت من استيعاب هذا الأمر بسرعة، كنت فقط فخورا بكوني جزءا من منتخب ألماني، أمّا الأصل فلم يكن مهمّا بالنّسبة لي. ربما كنت دائما ألمانيا غربيا في داخلي (يضحك). هل تظنّ أنه، في السابق، في ألمانياالشرقية عندما كنّا في الثامنة أو التاسعة من العمر لم نكن نرغب أيضا في محاكاة اللاّعبين الكبار؟ وهل تعتقد أنني في فترة السبعينيات لم أكن أريد أنا كذلك أن أصبح مثل أبطال ألمانيا الغربية؟ لم يكن فقط مسموحا أن نقول ذلك بصوت مرتفع. * من هم هؤلاء الأبطال الذين كنت تودّ أن تصبح مثلهم؟ ** (يضحك) كان دائما هناك العديد منهم، لكن فرانز بيكنباور كان بحقّ لاعبا مذهلا وأيضا جيرد مولر، بالطبع كان هؤلاء أيضا يشكّلون قدوة بالنّسبة لي. * في السابق كنت تضطلع بدور القائد الكلاسيكي هل هذا ما ينقص المنتخب الألماني في الوقت الحالي؟ ** لن تسمع أبدا على لساني أنني كنت قائدا في بطولة 1996، لكن يجب علينا تسمية الأمور بمسمّياتها ووضع بعض النقاط المؤثّرة التي تعدّ في نظري مهمّة للغاية من أجل تحقيق النّجاح، وسيكون هذا الأمر من مهامنا المقبلة في مجال إعداد المواهب الكروية. أعتقد أننا نملك لاعبين يحملون معهم هذه الجينات، وينبغي علينا فقط تشغيلها، إلاّ أنه يتعيّن علينا في ألمانيا على وجه الخصوص أن نؤمن بأن قدرا معيّنا من عدم الرّضا يعتبر عنصرا مهمّا، لا أرى في ذلك أنانية بل خطابا يلزم على الفريق أن يضعه في الأولوية. لم أكن أعرف كيف كنت سأصبح اليوم، في الماضي كان قدر معيّن من عدم الرّضا مرغوبا فيه وكان مطلوبا من طرف المدرّبين، وإنّي أنظر إلى هذا الأمر في علاقته بواقع أننا لا نفوز بالمباريات الحاسمة.. إنها الحلقة المفقودة. * في كرة القدم، هناك نزعة الوفاء لنظام اللّعب، من جهة، ومن جهة أخرى نريد شخصيات فردية، ألا يعتبر ذلك تناقضا؟ ** يجب على المرء التمييز بين الجوانب الرياضية والذهنية، ففي الجانب الرياضي ينبغي علينا الانتباه إلى أنه يتمّ تشجيع بعض اللاّعبين الذين يختلفون عن الآخرين، وهذا ما نقوم به. فمثلا مسعود أوزيل وسامي خضيرة من نادي ريال مدريد مختلفان جذريا عن بعضهما البعض على المستوى الكروي، لكن كليهما يتميّز بعقلية فوز قوية للغاية، وبالتالي فهما متلائمان. أمّا التناقض فيكمن في مسألة أنه لا يمكننا التركيز أوّلاً على نظام اللّعب ثمّ نقوم بالاختيار بعد ذلك، فعندها لن يكون لدينا مكان للفرديات، إذا تمّ التوحيد في نهاية الأمر بين الموهبة الفردية والنّظام الجماعي نكون قد حقّقنا النّجاح المنشود. * قلت بنفسك إنه في مجال إعداد المواهب الكروية الألمانية من المهمّ أوّلاً الدّفع بالتطوّر الرياضي وثانيا التركيز كذلك على تطوير الشخصية، كيف يمكن أن يتحقّق هذا الأمر؟ ** يجب أوّلاً الاعتراف بالبنيات القيادية، لقد قمنا بتحليل جميع الفرق في السنوات العشرين الأخيرة، والتي توّجت بكأس العالم أو باللّقب الأوروبي. يمكن القول إنه لم تكن هناك تركيبة مسطّحة، وهذه حقيقة. فحتى في الفرق الألمانية النّاجحة كانت هناك دائما بنيات قيادية طبعتها شخصيات مختلفة. وفي أحسن الأحوال يملك الفريق قائدا ومزيجا متناسقا بين اللاّعبين ثمّ بالطبع فرديات جيّدة، كيف يمكننا تطبيق ذلك؟ يجب علينا أن نوكل مهام مختلفة للاّعبين الذين يملكون شخصيات مختلفة، كما يتعيّن على القائد أن يضع النقاط المؤثّرة عن طريق خطابات معيّنة، فقط إذا تمّ الاعتراف بهذه البنيات يمكن أن تسير الأمور في مجراها الصحيح. * كما في عام 2010 خسر لاعبو بايرن ميونيخ مجددا نهائي دوري أبطال أوروبا، هل يعتبر هذا الأمر عاملاً سلبيا بالنّسبة للمنتخب الوطني الألماني؟ ** يمكن أن نلاحظ أن باستيان شفاينشنايغر ما زال يحمل معه أثار هذه الهزيمة، فهو يشعر بالمسؤولية وأجد ذلك جيّدا، ففي نهاية الأمر تحمّل المسؤولية بقوّة فيما يخص هذا النّهائي، وسيتمكّن من توجيه تركيزه إلى البطولة الأوروبية. بالنّسبة للنّادي يعتبر دوري الأبطال المسابقة الكبرى بامتياز، لكن مع كلّ الاحترام تحتلّ البطولة الأوروبية مرتبة أعلى. * هل يمكن للاعبي بايرن ميونيخ ربما الخروج بأشياء إيجابية من هزيمتهم أمام نادي تشيلسي؟ ** يعتقد المرء دائما أن الألمان يفوزون فقط، لكن هذا الأمر ليس صحيحا. الأبطال الكبار يزدادون قوّة بعد الهزائم، يجب أن يشعروا أن بإمكانهم تحقيق إنجاز كبير على المستوى الرياضي وهم يفعلون ذلك، ثمّ ينبغي عليهم أن يستخلصوا العبر اللاّزمة من النقاط التي تحدّثنا عنها سابقا، كان لدينا حارسا كبيرا وطموحا جدّا، وكان يقول دائما: المضي قدما (يحيل زامر هنا على مقولة أوليفر كان الشهيرة)، وليس من الغريب أن يكون قد فاز أيضا بمجموعة من الألقاب. * هل بإمكان ألمانيا التتويج باللّقب الأوروبي؟ ** (دون تردّد) نعم، بكلّ تأكيد بإمكاننا ذلك، لكن يجب علينا إثبات ذلك. كلّ الشروط موجودة، نملك فريقا جيّدا جدّا ومدرّبا جيّدا وكادرا جيّدا جدّا، أمّا السؤال الذي يجب طرحه فهو: كيف سيتعامل الفريق مع الصعوبات؟ والصعوبات موجودة دائما في أيّ بطولة، وفي حال كانوا قادرين على تجاوزها سيكون لديهم حظوظا جيّدة جدّا. * ما هي الاختلافات الموجودة بين شباب الأمس واليوم؟ ** إن عوامل التأثير في الوقت الحالي مختلفة جدّا، لكنّي أقرّ بأن شباب اليوم يظهرون في وقت مبكّر عزيمة عظيمة وقدرا مبهرا من الإحترافية، وفي المقابل أفتقد فيهم ذلك التواصل الكبير بين بعضهم البعض، حيث أنهم يكونون دائما أكثر انشغالاً بالتقنيات الحديثة وشبكة التواصل الاجتماعي منه بالفريق، وأفتقد أيضا روح الدعابة بين اللاّعبين، كما يثيرني أن فرقنا جميعها هادئة جدّا، في الحافلة يسمعون موسيقى صاخبة، هذا يمكنهم القيام به، لكن لا وجود للموسيقى الصاخبة على أرض الملعب وهذا له تأثيره أيضا. في أوضاع لعب معيّنة أفتقد التواصل وتلك التصرّفات الجريئة والجنونية وكذلك الانفعالية، لا شكّ في أننا لم ننجح في تفعيل ذلك بشكل كلّي، حاليا لم أجد الحلّ السحري، لكن هذا الأمر أثار انتباهي. * هل هو مشكل ألماني أم مشكل عام؟ ** يجب أن أقول بكلّ صراحة إنه عندما ألقي نظرة على الفرق الأخرى خلال المسابقات الخاصّة بالنّاشئين ألاحظ أن فريقنا هو الأكثر هدوء، أمّا الفريق الصاخب فهو الذي لم يفز منذ مدّة طويلة، لكن في بعض الحالات تساعدك كثيرا الانفعالية المفعمة بالبهجة، ويجب علينا التفكير في هذا الأمر. * جميع الفرق العصرية تركّز على الجناحين بواسطة لاعبين يتّسمون بالقوّة والسرعة للتفوّق في النزالات الثنائية، هل سنشهد في المستقبل مرّة أخرى منظومة تكتيكية يضطلع فيها لاعب رقم 10 التقليدي في الوسط بدور محوري؟ ** هذا الأمر أيضا يتوقّف على إذا ما كان فريق يملك لاعبا من طينة أصحاب الرّقم عشرة الكلاسيكيين، ويعدّ مسعود أوزيل بكلّ تأكيد واحدا منهم، إلاّ أن الأمر في نهاية المطاف يتوقّف على تفسيرنا للرّقم عشرة. إذا كنّا اليوم نعتبر رقم عشرة هو المهاجم المتقدّم الثاني في هذه الحالة أين هو إذا موقع المهاجم المتقدّم الثاني؟ أعتقد أننا سنشاهد في المستقبل عودة اللاّعب رقم عشرة الكلاسيكي، لكن فقط إذا كان قويا في الجري وعلى المستوى البدني ويعمل أيضا في الدفاع.