نفى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس شتولتنبرج، الذي أوفد نوابا بالجمعية البرلمانية لمنظمة ”الناتو” إلى الجزائر، التخطيط لمهمات قتالية داخل ليبيا، وأكد استعداد قوات الحلف لمساعدة ليبيا في محاربة الإرهاب إذا طلبت ذلك الحكومة الجديدة. ورد شتولتنبرج، عبر شبكة ”فوكس نيوز” الأميركية، على مخاوف دول الجوار الليبي، المتأثرة بشكل كبير من التدخل العسكري في الجارة الشرقية، وعلى رأسها الجزائر، حيث أكد مسؤول ”الناتو” استعداد الحلف مساعدة ليبيا في حال ما طلبت الحكومة الليبية ذلك، مشددا أنه لن يتم إرسال أي قوات أو تنفيذ أي عمليات دون وجود طلب رسمي من الحكومة، وقال إن الوضع داخل ليبيا ”خطير ومعقد للغاية” مع زيادة المعارك والاضطراب وتواجد تنظيم ”داعش” الإرهابي. ويأتي موقف حلف الأطلسي عقب ساعات من زيارة وفد عن اللجنة الفرعية للتعاون عبر الأطلسي في مجال الدفاع والأمن بالجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي للجزائر، أين فهمت أنها تندرج في مساع غربية لمحاولة توريط الجزائر في تدخلات عسكرية غير مباشرة في بؤر النزاع. وأبرز النائب بالمجلس الشعبي الوطني وعضو لجنة الدفاع الوطني، رمضان تعزيبت، الذي التقى بنواب الأطلسي الأربعاء الماضي، أن فحوى اللقاءات دارت حول سبل توريط الجزائر في التدخلات العسكرية في ليبيا بطريقة غير مباشرة، معبرا عن مبدأ الجزائر القاضي بالتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأشار إلى أنه ”تحدث إلى النواب الذين التقاهم، عن مسؤولية الدول العظمى في التلاعب بمفهوم الإرهاب واستعمال مكافحة الإرهاب للتدخل في بؤر آخرى لزيادة الطين بلة، فهاته التدخلات هي المسؤولة عن الفوضى في ليبيا، سوريا واليمن، واستدلينا بميثاق السلم والمصالحة الذي نجح لأنه كان حل وطني محظ”. وتابع تعزيبت، أن ”الجزائر تتحفظ عن المساهمة في حل المشاكل التي خلفها الغرب”، مضيفا أنه ”تأسفنا لكون أوروبا رغم الإمكانيات، لم تمنح اللاجئين حقوقهم، رغم أن الغرب السبب في تفاقم أزمة اللجوء”، مذكرا بأخر قرار أوروبي تم اتخاذه في 18 مارس الماضي، باستقبال تركيا كل اللاجئين. وفي السياق ذاته، التقى وفد عن اللجنة الفرعية للتعاون عبر الأطلسي في مجال الدفاع والأمن بالجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، نائب رئيس مجلس الأمة، جمال ولد عباس، الذي أشاد بالجهود التي بذلتها وتبذلها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتي جعلت منها ”مرجعا” بهذا الخصوص. وحسب بيان لمجس الأمة، تطرق الوفدان إلى الأوضاع في ليبيا، حيث ”تم التأكيد على ضرورة تغليب الحل السلمي، بالنظر إلى الانعكاسات السلبية التي انجرت عن التدخل العسكري الذي تم دون التفكير في تبعاته”، وأكدا على ”دور البرلمانيين في التأثير على السياسات المنتهجة من قيادة الحكومات من أجل دعم وترقية السلم في منطقة البحر الأبيض المتوسط”. وأوضح المصدر أن اللقاء يندرج، أيضا، في إطار الحوار الثنائي، وأنه سمح لوفد الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي بالاطلاع أكثر على ”سياسة المصالحة الوطنية التي اعتمدها رئيس الجمهورية”، كما تمكن البرلمانيون الأوروبيون من ”الوقوف على مجالات تطبيق هذه السياسة والإجراءات المتخذة من أجل إدماج المستفيدين منها وعائلاتهم خصوصا طبقا لقانون 2006 ”، حيث ذكر ولد عباس، أن الجزائر ”كافحت الإرهاب بمفردها في ظل عزلة دولية خاصة من الدول الأوروبية”.