لا تزال مختلف وسائل الإعلام الفرنسية تسارع لفرض اسم من أسماء المدربين الفرنسيين العاطيلين عن العمل لتولي مهمة الإشراف على العارضة الفنية للخضر، خلفا للمدرب السابق كريستيان غوركوف الذي فشل في قيادة الخضر لتحقيق اللقب الإفريقي خلال كان 2015 بغينيا الاستوائية رغم ثراء التعداد والأسماء اللامعة التي يمتلكها الخضر. حسب مصادر مقربة من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة فإن هذا الأخير يجزم بأنه لن يستقدم مدرباً فرنسياً، إلى درجة أن عروض وكلاء المدربين من باريس وضواحيها رميت كلها في سلة المهملات، حيث فضل الرجل الأول بمبنى دالي ابراهيم عدم دراسة السير الذاتية ولا الاقتراحات الخاصة بالمدربين الفرنسيين، بما في ذلك مدربو المنتخب الفرنسي سابقاً، ونعني بهم روجي لومير وجاك سانتيني وريمون دومينيك الذين يعتقد أنهم لن يقدموا أكثر مما قدمه سابقوهم للمنتخب الوطني الجزائري. ولعل أول سبب جعل رئيس الفاف يصرف النظر عن جلب مدرب فرنسي لقيادة المحاربين في قادم الاستحقاقات هو تفادي الدخول في جدال مع الصحافة الفرنسية التي تحاول في كل مرة أن تفرض وجهة نظرها على الجزائريين، فقد أثبتت تجارب الخضر السابقة مع المدربين الفرنسيين أن هؤلاء التقنيين، وبفضل علاقاتهم مع الصحافة الفرنسية سواء المكتوبة، المرئية أو المسموعة أو حتى الإلكترونية، يحتكرون أخبار الخضر، ويقودون في كثير من الأحيان حملات للدفاع عن مدربيهم ضد ما يسمونه بضغط الشارع الجزائري ومحيطه. ولأن تجربة كريستيان غوركوف، الذي كان يدلي بحوارات لصحف وفضائيات فرنسية ويرفض التعامل مع الإعلام الداخلي، جعلت العلاقة بين مدربي الخضر وصحافة الوطنية متوترة للغاية. بالإضافة إلى كل ما ذكرناه، نجد سببا آخر لا يقل أهمية وهو نفور براهيمي وزملائه من الدوري الفرنسي ومحاولة أبناء الجالية الجزائرية المغتربة بفرنسا الهروب من ملاعب فرنسا نحو بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وإنجلترا، الأمر الذي جعل رئيس الفاف يفضل الاستنجاد بمدرب غير فرنسي يكون قادرا على صقل المواهب التي يتمتع بها اللاعبون الجزائريون مثلما فعل بينيتيز مع غولام في نابولي وكلاوديو رانييري مع محرز في ليستر سيتي والكثير من اللاعبين الجزائريين الذين وجدوا راحتهم خارج أسوار البطولة الفرنسية التي تفوح منها رائحة العنصرية. بيتكوفيتش قد يكون متاحا بعد الأورو وسوسيتش حل آخر وكانت تقارير صحفية فرنسية قد أكدت أن اسم مدرب منتخب البوسنة والهرسك السابق صفوت سوسيتش قد طرح على طاولة الفاف لقيادة الخضر في الاستحقاقات المقبلة، إلا أن الرئيس محمد روراوة لم يتخذ القرار الأخير بشأنه حتى الآن، رغم أن هذا الأخير لن يكلف خزينة الفاف أكثر من مبلغ مليون دولار سنويا مثلما كان يتقاضى عندما كان يشرف على حظوظ المنتخب البوسني الذي أهله إلى نهائيات مونديال البرازيل 2014. بالإضافة إلى سوسيتش يوجد اسم المدرب الحالي للمنتخب السويسري، البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي رجحت العديد من التقارير الصحفية السويسرية رحيله بعد نهاية بطولة أمم أوروبا 2016 المقرر اجراؤها بفرنسا بداية من العاشر من شهر جوان القادم.