قال الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن ما تمر به الجزائر من ارهاصات وأزمات متعددة أفقدت صناع قرار البوصلة وبدأت الأمور تخرج عن دائرة التحكم، مضيفا أن ”يصل دعاة الانفصال وتمزيق الوحدة الوطنية إلى التظاهر والمطالبة بتفكيك المجتمع ونسيجه، هي خطوة جد متقدمة تقوم بها عناصر خبيثة ممولة من جهات خارجية وعلى رأسها فرنسا، التي ترعى مخططات التقسيم والتفكيك للعالم العربي رفقة أمريكا ضمن رؤية الهيمنة الدولية المشؤومة”. وأبرز ذويبي، خلال إشرافه على تنشيط ندوة سياسية حول ”الوضع العام في البلاد وتداعياته” بالعلمة، أن سكان منطقة القبائل هم أشرف الناس، يدركون ما يحاك لمنطقتهم لجرهم في دوامة صراع تغديه وترعاه جهات خارجية، داعيا السلطة إلى تحمل مسؤوليتها اتجاه الجهات الخارجية التي تقوم برعاية ازدواجية التعامل مع الجزائر. وفي رده عن دور الإعلام الفرنسي في ابتزاز الجزائر عبر استغلال صورة رئيس الجمهورية، تساءل ذويبي: أليست نفس الدولة التي فرشت الورود بالأمس للرئيس، وقالت أنه يمكن له أن يسير دولة عظيمة مثل الجزائر، ما الذي حدث اليوم حتى تنقلب الموازين ويتم ابتزاز سيادة الدولة عبر مساس برمزية رئيس الجمهورية؟”، وتابع أنه ”نختلف مع الرئيس وحاشيته ونحمّله المسؤولية السياسية للأوضاع التي وصلنا إليها ولكن أخلاقنا الوطنية تستدعي عدم السكوت عن انتهاك سيادة الدولة الجزائرية بإلحاق الضرر برئيس الجمهورية”. وتساءل الأمين العام لحركة النهضة: لماذا خرست ألسنة المدافعين عن الرئيس المتشدقون بالأمس به الذين كانوا يسبحون بحمده ويقتاتون من حوله؟، لماذا هذا الصمت؟، لماذا لا تدافعون عن سيادة البلد مثلما كنتم تدافعون عن برامج فخامته من أجل إخفاء الحقائق عن الشعب؟، في إشارة منه إلى الأمين العام للأفالان عمار سعداني، الذي التزام الصمت رغم أنه المعني الأول بالقضية باعتبار أن رئيس البلاد هو رئيس الحزب. وفي موضوع المنظومة التربوية، قال المتحدث أن هذا قمة الانحطاط السلوكي للسلطة، والذي كشف عن ضعف رهيب في قدرتها على تملكها لأدوات التسيير والحوار والإقناع، مؤكدا أن السلطة تعمل الآن على دفع الشعب للانفجار وليس للهدوء، وطالب بإقالة وزيرة التربية نورية بن غبريط، قبل أن يتحمل المجتمع مسؤوليته. وبخصوص خرجات الزوايا، أبرز ذويبي، أن الجزائر تشهد تحولات خطيرة وانهيار لمنظومة القيم والمفاهيم، وقال أن السلطة كانت تتهم الغير باستغلال المساجد من قبل البعض لأغراض سياسية، وهي اليوم تستغل الزوايا لأغراض دنيئة ليست حتى سياسية، داعيا السلطة إلى التوقف عن هذه المهزلة وإبعاد الزوايا عن التوظيف لأجندات شخصية ولوبية.