* بن غبريط تتوعد بالسجن والأمن يفتح تحقيق في قضية تسريب المواضيع لم تمر مسابقة التوظيف التي قامت بها وزارة التربية بردا وسلاما، بعد جملة التدابير التي وفرتها لإنجاح هذا الحدث الذي عرف منذ بداية ضجة وسخط كبير من قبل المتعاقدين الراغبين في مناصب دائمة بدون أي شروط، حيث وعشية المسابقة حاولت أطراف التشويش عبر نشر مواضيع مزيفية، قبل أن تتوسع في يوم المسابقة إلى تكرار سيناريو الغش عبر 3 جي، في ظل اجماع بأن المواضيع المطروحة لم تكن في المستوى واهتزت بذلك شبكات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها ”الفايس بوك” استهزاءا على ما طرح لخريجي الجامعات واعتبرو المواضيع أنها في مستوى ”عاملات النظافة” قبل أن تتحول إلى مسخرة لمن دب وهب وحولت إلى نكت يتناقلها الجميع، خاصة أخت محمد التي ألهبت هذه الشبكات الاجتماعية. وجرت امتحانات مسابقة التوظيف في ظروف غير عادية بعد أن تميز يوم الامتحان بعدة شوائب تجلت في اختيار اليوم الذي تزامن مع العطلة الأسبوعية الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من الحراس على الحراسة زيادة على تعاطف بعض مع المتعاقدين الذين أهينوا في ميدان الكرامة، ناهيك عن تعداد مواد الامتحان والتي تستمر حتى الساعة السابعة مساءا (4 مواد في اليوم) مما أدى إلى ارتباك الكثير من المترشحين وملل البعض منهم مع بعد مسافة الكثير منهم الذين تنقلوا أكثر من 100 كلم في بعض الولايات الأمر الذي زاد من الحدة خاصة أن عددا منهم لم يتمكنوا من اجتياز الامتحان بسبب التعليمات المقدمة لرؤساء المراكز بمنع التأخر مهما كان السبب، فبولاية مسيلة مثلا منع أزيد من 850 مترشح من الالتحاق بمراكز الامتحان بسبب تأخرهم ب5 دقائق علما أن المطرودون يقطنون شرق الولاية بحوالي 100 كلم عن مراكز الامتحان الموجودة على محور الطريق الوطني رقم 1. وجاء هذا في الوقت الذين كانت فيه المواضيع التي قدمت والتي لم ترتقي إلى المستوى الجامعي للمترشحين بحيث أن أغلبية المترشحين غادروا القاعات بعد نصف ساعة من الانطلاقة، وعلقت فدرالية عمال التربية التابعة ل”السنباباب” أنها أسئلة جد ضعيفة. الفايسبوكيون: ”مواضيع بن غبريط هي صالحة لمسابقة عاملات النظافة” وتصدرت تعليقات مستعملي ”الفايس بوك” على موضوع اختبار المواد العلمية بالنسبة لمسابقة الالتحاق برتبة أستاذ تعليم ابتدائي، والتي تدور حول قضية عائلة محمد ومشاكله مع الكهرباء، في ظل اشتعال ”الفايس بوك” على أخت محمد ومشكلتها مع الغسالة الكهربائية ”ليجمع الكل أنه مسابقة تصلح لعاملات النظافة”. وما استوقفنا أيضا، هي أسئلة مادة الثقافة العامة بالنسبة للمترشحين لنيل منصب أستاذ في التعليم المتوسط والتي ركزت على الاستهلاك وعلى المنتوج المحلي، أين علقت نقابة ”السناباب” عليها أن هناك أشخاص من أخلط على بن غبريط الأوراق فصارت تناقش مواضيع المستهلك عوض البيداغوجي. ومن بين ما ميز يوم المسابقة وفق النقابة أن بعض القوائم كثر فيها التكرار بحيث وجد مترشحين سجلوا مرتين في نفس المركز أو في مستويين مختلفين متوسط وثانوي، مع تجميع المتعاقدين في مركز واحد أو مركزين اثنين في بعض الولايات بسبب السماح للكثير بالتسجيل الاستثنائي، وتسائلت النقابة ”هل يعتبر ذلك إدماج غير مباشر؟”. هذا فيما فتحت أول أمس مصالح الأمن الوطني تحقيقا في الفضيحة التي عرفتها مسابقات توظيف الأساتذة السبت الماضي بعد تسريب مواضيع الامتحانات المزيفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وبعد توزيع أوراق الامتحانات مباشرة وسيتم عرض المتورطين في الفضيحة على العدالة وستسلط عليه عقوبة السجن، وهذا بناء على التحقيق مع متعاملي الهاتف النقال لمعرفة أصحاب الأرقام الخاصة بترويج الأسئلة. وزيرة التربية: ”قوانين الباك ستطبق على غشاشي مسابقة التوظيف” من جهتها أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أن مسابقة توظيف أكثر من 28 ألف أستاذ تجري في ”ظروف عادية” عبر التراب الوطني، باستثناء تسجيل بعض محاولات الغش باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة. وأوضحت بن غبريط، في تصريح للصحافة عقب استقبالها للمقر الخاص للأمم المتحدة حول الحق في الصحة، أن ”المسابقة تجري في ظروف عادية” وأنه ”لم يتم قبول أي تأخر في الموعد” وهي نفس الإجراءات المطبقة في البكالوريا، مشيرة إلى أن المسابقة انطلقت في الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في الساعة السابعة مساء. وأكدت الوزيرة أنه تم تسجيل بعض محاولات الغش خلال هذه المسابقة مباشرة بعد التوزيع الرسمي لاسئلة الإمتحان، تتمثل في استعمال بعض المترشحين للوسائل التكنولوجية لإرسال الموضوع عبر شبكة الأنترنت ومحاولة الحصول على الأجوبة، مؤكدة ”كل من يثبت في حقه أنه يحاول التشويش على المسابقة بإرسال الأسئلة عبر الهاتف النقال أو يحاول الحصول على الأجوبة سيتم إخضاعه للتحقيق، مثلما جرى سابقا في البكالوريا”. وأضافت الوزيرة، بأنها ”لن تتسامح” مع كل محاولة غش تمس بمصداقية هذه المسابقة الوطنية، مشددة أنه ”سيطبق عليهم القانون، بتسليط أقصى عقوبة تصل إلى حد السجن” وقالت ”لن نسمح أيضا، بزعزعة ثقة المترشحين النزهاء الذين شاركوا في المسابقة، بكل مصداقية وإرادة للنجاح” مشيرة إلى أنه ”سيتم حمايتهم وحماية حقوقهم في النجاح”، في وقت أكدت فيه على مقاضاة الذين سربوا مواضيع مزيفة عشية المسابقة.