ستتدعم قصبة دلس العتيقة، قبل نهاية السنة الجارية، بمركز جديد للصناعات التقليدية والحرف. وأوضح مدير السياحة و الصناعات التقليدية زوليم نور، ل”وأج”، بأن عملية إنجاز هذا المشروع السياحي الحيوي تعرف ”تقدما ملحوظا”، حيث تجاوزت إلى اليوم 80 بالمائة وسيتم استكمالها في الآجال الزمنية المذكورة. ويرتقب من هذا المشروع تحقيق أهداف متعددة تتمثل أهمها في الحفاظ على التراث المادي للقصبة العتيقة، وإعادة إحياء وتشجيع الإبداع وتطويرمختلف الحرف التي اشتهرت بها القصبة. كما ينتظر من إنجاز هذا المرفق السياحي تثمين وإعادة الاعتبار للصناعات التقليدية التي تزاول إلى حد اليوم من طرف سكان القصبة والمناطق المجاورة لهاو على غرار حرفتي ”السلاسة” و”الفخار”، إلى جانب خلق ديناميكية من خلال التوسع لنشاطات أخرى مشابهة. وتمت مراعاة في إنجاز هذا المرفق ”الطابع التاريخي العتيق” للقصبة و ذلك الموقع الذي اختير بعناية، حيث يقع ضمن النسيج العمراني للقصبة العتيقة لدلس. وتساعد الخصائص المذكورة لهذا المرفق - حسب زوليم - على مزاولة النشاط والحياة الحرفية والمهنية بكل ارتياح، وخلق فرص تجارية حقيقية تسهل عمليات تسويق المنتجات. ويجري إنجاز هذا المشروع الذي رصد له غلاف مالي يقدر ب 70 مليون دج ضمن المخطط الخماسي 2010 - 2014 شطر سنة 2011 في عقار تناهز مساحته 1500 م2، ويتماشى النمط المعماري الذي ينجز وفقه هذا المرفق الذي انطلقت به الأشغال سنة 2013، استنادا إلى نفس المصدر، وفق ”الطابع العربي الإسلامي للقصبة”، مراعين في ذلك التغيرات التي أحدثتها مختلف الحضارات التي تعاقبت على حكم هذه المدينة التاريخية. ويتكون المبنى، إضافة إلى الطابق الأرضي، من طابق سفلي وآخر علوي يضمان 14 ورشة متخصصة وتقنية لممارسة مختلف المهن والحرف، وقاعات أخرى للتكوين وفضاءات متعددة النشاطات وللعرض والتسويق، وأخرى مخصصة لنشاط الجمعيات ومختلف النشاطات. وعبر عدد من ممثلي الجمعيات والنوادي النشطة في إطار الحفاظ على التراث المادي واللامادي للقصبة، عن ترحيبهم بهذا المبني الهام، خاصة أنهم في أمس الحاجة لمثل هذه الفضاءات على مستوى مدينة دلس العريقة.