جدّد حرفيو الصناعة التقليدية في لقاء بدار الثقافة ببومرداس طرح مشكل تسويق منتجاتهم الذي يعانون منه ويحول دون تطوير انتشارها الواسع والارتقاء وتطويرمختلف منتجات هذه الحرفة الأصيلة. وعبر عدد من الحرفيين والمتعاملين مع القطاع المشاركين في يوم إعلامي حول أجهزة التشغيل والضمان الاجتماعي لغير الأجراء عن خوفهم على مستقبل مهنتهم وعدم إمكانية مواصلة الصمود في ظل غياب حلول سريعة لمشكل تسويق منتجاتهم الذي يعانون منه منذ سنوات . ودعا بعض الحرفيين في هذا الصدد السلطات العمومية المعنية إلى ضرورة توفير فضاءات وأسواق قارة و موسمية عبر الولاية مخصصة لتسويق منتوجاتهم وتقديم تسهيلات مادية لاقتناء المواد ألأولية الضرورية لحرفتهم. وعلى ضوء المشكل المذكور يضطر معظم الحرفيين حاليا إلى تسويق منتجاتهم على حواف طرقات سريعة خاصة في فصل الصيف أو اللجوء إلى طرقات ولايات مجاورة كالبويرة و تيزي وزو. أما البعض الآخر فيقوم بتسويق منتوجاتهم بمنزلهم أو بأماكن ممارسة الحرفة فيما تمكن عدد قليل منهم من كراء محل تجاري لهذا الغرض. استلام مشاريع للتسويق نهاية السداسي الأول من 2016 ومن جهته ذكر مدير السياحة والصناعة التقليدية زوليم نور بأن السلطات العمومية وضعت حلولا ملموسة لحل هذا المشكل العويص من خلال برمجة ضمن مختلف البرامج التنموية إنجاز ثلاثة مشاريع هامة عبر الولاية. وتتمثل هذه المشاريع -استنادا إلى نفس المصدر-، إضافة إلى التكوين في إنجاز دار الصناعات التقليدية بمكان يتوسط مدينة بومرداس تسلم نهاية السداسي الأول الجاري وتضم ورشات متنوعة وفضاءات لعرض و بيع مختلف منتجات الحرفيين إلى جانب دار أخرى بمدينة برج منايل ومركز لتكوين وترقية حرفة السلالة التقليدية بدلس. كما تم في نفس الإطار -يضيف السيد زوليم- منح الأولية للحرفيين من الاستفادة من مشاريع 100 محل بكل بلدية حيث استفاد إلى حد اليوم من هذه المحلات 1300 حرفي عبر كل بلديات الولاية والعملية لا تزال متواصلة في هذا الإطار. كما يجري التفكير حاليا -يضيف نفس المسؤول-، إضافة إلى المعارض والصالونات التي تقام بصفة دورية ومنتظمة لهذا الغرض على إعادة بعث عملية خلق أسواق أسبوعية وأماكن للبيع تغطي كل بلديات الولاية لتسويق مختلف المنتوجات بالتشاور والتعاون ومساهمة البلديات المعنية. وفي هذا الصدد دعا زوليم كل حرفيي الولاية إلى ضرورة تنظيم أنفسهم في إطار جمعيات مهنية من أجل الاستفادة من بطاقة الحرفي التقليدي التي تسهل وتسمح لهم الحصول على مختلف الإعانات المقررة في إطار صندوق ترقية الصناعات التقليدية . خلق حوالي 9000 منصب شغل في 2015 ومن جهة أخرى، ورغم الصعوبات المذكورة التي يعاني منها القطاع إلا أنه تمكن في السنوات الخمسة الأخيرة -حسبما أفاد به عصماني علي المدير المحلي لغرفة الصناعات التقليدية والحرف- من استحداث ضمن مختلف أجهزة التشغيل نحو 9000 منصب شغل بين دائم وغير دائم وتتعلق مناصب الشغل المستحدثة بكل من ميادين الصناعة التقليدية خاصة في حرف السلالة والخيزران والقصب وفي إنتاج المواد وبالأخص في صناعة الجلد والأحذية واللباس التقليدي والحلي التقليدية والخدمات المتنوعة. كما استفاد في إطار برنامج الإعانة على التأهيل وترقية الحرف التقليدية الممارسة عبر الولاية -حسب نفس المصدر- ما لا يقل عن 500 حرفي خلال سنة 2015 من دورات تكوينية في ميادين مختلفة على غرار التسيير وصناعة الجلود والفخار والخزف الفني والنسيج. ومن جهة ثانية ذكر نفس المسؤول بأن الحرفيين المسجلين على مستوى الغرفة الولائية وصل عددهم حاليا إلى ما يربو عن 4700 أزيد من 3000 منهم يمارسون في ميدان الصناعة التقليدية للخدمات وزهاء 930 حرفي منهم في ميدان إنتاج المواد وأزيد من 700 حرفي في ميدان الصناعة التقليدية. مع الإشارة إلى أن هذه الهيئة المحلية قامت في السنوات الأخيرة بعملية تطهير لقائمة المنخرطين في سجلاتها شطبت بموجبها نحو 800 منخرط لأسباب تعود أهمها إلى زوال بعض الحرف و تغيير المهنة بالنسبة لآخرين وانتهاء صلاحية السجل التجاري إضافة إلى عدم تجديد عدد آخر منهم لانخراطهم السنوي.